تحتضن وجدة الدورة الثانية للمهرجان المغاربي للفيلم الروائي القصير في دورة الراحل محمد مجد من 18 إلى 21 أبريل 2013. وتنظم هذه التظاهرة الفنية جمعية «سيني مغرب» بتنسيق مع المركز السينمائي المغربي، تحت شعار «السينما جسر جمالي لبناء الوحدة المغاربية». وستنظم المسابقة الذهبية الاحترافية المغاربية، بموازاة مع المسابقة الفضية الخاصة بالأندية السينمائية والهواة، ضمانا لترسيخ قيم الثقافة السينمائية لدى منشطي الأندية، ولدى كافة الشباب، من خلال عملية التلاقح الحاصلة بين الطرفين، أثناء المهرجان، إن على المستوى المحلي أو الوطني. وستعرف هذه الدورة عرض العديد من الأفلام المغربية والمغاربية القصيرة، كما ستتميز بمشاركة وحضور عدة وجوه وفعاليات سينمائية من المغرب ومن خارجه، حيث ستكون الممثلة المصرية الكبيرة صابرين ضيفة شرف المهرجان، أما لجنة التحكيم فسيترأسها المخرج كمال كمال. وستخصص جوائز للأعمال الفائزة في المهرجان، كما ستقام ورشات تكوينية هامة، وندوات وعروض ومناقشات للأفلام ومعارض مختلفة خلال المهرجان. يذكر أن الدورة الأولى للمهرجان، خلال مارس الماضي، شارك فيها 20 فيلما مغربيا قصيرا تم انتقاؤها من أصل 75 فيلما مغربيا قصيرا توصلت بها إدارة المهرجان، عشرة منها في إطار المسابقة الفضية، والعشرة الأخرى في إطار المسابقة الذهبية المخصصة للأفلام الاحترافية. وعلى مستوى المسابقة الفضية، توج الطفل محمد الأندلسي كأحسن ممثل في فيلم «ماشي مرتي» من إخراج ابراهيم بن خدة، وآلت جائزة الإخراج لفيلم «سارة» للمخرج حمزة أبو العز، وتوجت هجر الشاذلي بجائزة أحسن ممثلة في فيلم «سر من زجاج»، من إخراج شرف بن الشيخ، فيما حصل فيلم «الحضن الآخر» للمخرج عبد العالي لخليطي على جائزة أحسن سيناريو، ومنحت جائزة العمل المتكامل لفيلم «الخاوا» للمخرج خالد سلي. أما على مستوى المسابقة الذهبية، فقد فاز بجائزة أحسن ممثل مهدي علوان في فيلم «نحو حياة جميلة»، وحصل على جائزة الإخراج فيلم «كليك إي ديكليك» للمخرج عبد الإله الجوهوي، فيما توجت حنان الحوات بجائزة أحسن ممثلة في فيلم «الباير» للمخرج رشيد الشيخ، وفاز فيلم «بلاستيك» للمخرج عبد الكبير الركاكنة بجائزة أحسن سيناريو، وتوج العمل المتكامل فيلم «المختار» للمخرجة حليمة الورديغي المقيمة بكندا. ويأتي هذا المهرجان في ظل التحولات الاستراتيجية التي تعيشها المنظومة الجمالية المغربية بشكل مطرد، والنقلة النوعية التي تفوق كل ما تحقق في عقود سابقة، بفضل جهود نخبة من مثقفيها، الذين جعلوا من أشكال التعبير الجمالي رهانا استراتيجيا، حيث أصبح المغرب الفني والسينمائي، على وجه التحديد، بفضل هؤلاء، علامة متميزة في مجموع المهرجانات والملتقيات السينمائية القارية والعالمية، وأصبح التتويج بها أمرا ملحوظا. إذ أبانت السينما المغربية، بفضل العمل القاعدي للمركز السينمائي المغربي ومعه مجموعة من المؤسسات الأكاديمية، والمدارس والمعاهد العليا في مجال السمعي البصري، عن نضج فني، ورؤية جمالية تستوفي عناصر اكتمالها يوما بعد يوم. ويراهن المهرجان على تحقيق مجموعة من المحاور، تتمثل في الرقي بالتربية الجمالية بفضاءات التربية والتكوين المغربية، ومقاربة الدرس النقدي، من خلال إشراك المتعلم في مختلف مراحل تكوينه في المشروع السينمائي، الذي أصبح الوسيلة المركزية في مختلف أشكال التعبير المعاصر، وتنويع صيغ أشكال التعبير، وبالتالي الرقي بأشكال المقاربة الديداكتيكية القائمة على اختيارات تستبعد عن غير قصد استراتيجية العلامة والرمز، والتركيز على أهمية الخطاب السينمائي في تقديم المعرفة الوازنة بأشكال جمالية، واعتبار السينما مؤسسة تربوية لا تقل أهمية عن باقي المؤسسات.