تم يوم الجمعة الأخير بالدار البيضاء تقديم برنامج الطاقة الريحية المندمج بقوة 850 ميغاوات للمرشحين الذين تم انتقاؤهم قبل الاختيار النهائي. وأوضح مسؤولو المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، في لقاء حضره ممثلو المؤسسات والشركات التي تم انتقاؤها قبل الاختيار النهائي، أن هذا المشروع، الذي يمثل المرحلة الثانية، يتكون من خمسة حقول للطاقة الريحية موزعة على مناطق الجنوب والشمال للمملكة، التي تتوفر على إمكانيات طاقية مهمة وخاصة في طنجة، وبوجدور، وتيسكرد (العيون)، وميدلت، وجبل حديد (الصويرة). ويعد هذا المشروع جزءا من برنامج الطاقة الريحية المندمج بقوة 1000 ميغاوات، والذي يشمل أيضا مشروع تازة (150 ميغاوات، المرحلة الأولى)، وسيقام على مساحة تصل إلى حوالي 800 هكتار، وسيمكن من تقليص 300 ألف طن من انبعاثات الغازات الكاربونية كل سنة. وسيتم إنجاز هذه الحقول بشراكة بين القطاعين العام والخاص، حيث سيشارك المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب وشركة الاستثمارات الطاقية وصندوق الحسن الثاني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية مع شريك أو عدد من الشركاء الاستراتيجيين في مجال إنتاج الكهرباء وصناعة الطاقة الريحية. ويعد مشروع الطاقة الريحية بالمغرب برنامجا مهيكلا يرمي إلى تطوير حقول الطاقة الريحية بقوة إجمالية تصل إلى 2000 ميغاوات في أفق سنة 2020. كما سيمكن هذا المشروع، الذي تصل كلفته إلى 31.5 مليار درهم، من اقتصاد سنوي لما يوازي 1.5 مليون طن من النفط، أي 750 مليون دولار، وتجنب 5.6 ملايين طن من انبعاثات الغازات الكاربونية كل سنة. ويندرج هذا المشروع في إطار الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة في قطاع الطاقة منذ مارس 2009 لتلبية الحاجيات المتزايدة على استهلاك الطاقة، والذي يرمي إلى تأمين تزويد البلاد بمختلف أشكال الطاقة المقبولة من الناحية الاجتماعية والبيئية، وضمان الوصول إليها وتعميمها بأسعار معقولة، والتحكم في الطلب والحفاظ على البيئة. وقد حدد المغرب هدف الوصول إلى 42 بالمائة من الطاقة الكهربائية من أصل متجدد في أفق 2020.