نظمت تنسيقية الأحياء الشعبية بمدينة جرادة، بعد زوال الجمعة المنصرم، مسيرة شعبية في جرادة تنديدا بتردّي الخدمات الصحية في الإقليم، رُفعت خلالها شعارات من قبيل «جرادة المنسية، لا صحة لا تنمية».. واستنفرت المسيرة عناصر القوات العمومية، التي عملت على تطويقها لتفريق حشود السكان الغاضبين. وقد جاءت هذه المسيرة الشعبية، التي توجت بوقفة أمام محطة طاكسيات الكبيرة، استجابة لنداء تنسيقية الأحياء الشعبية بمدينة جرادة، خلال لقاء صحافي جمع جمعيات الأحياء الشعبية في جرادة وحاسي بلال. وأشار عبد القادر حلوط، الكاتب الإقليمي للنقابة الوطنية للصحة، المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، إلى السياسة الصحية المُعتمَدة وطنيا، والتي عرفت تدهورا مهولا في الخدمات الصحية ونقصا في الموارد البشرية، في غياب إستراتيجية واضحة تجعل الإنسان في مأمن عن الأمراض والمساهمة في رفاهية الإنسان، المتمثلة في السكن والصحة والتعليم والشغل والديمقراطية في إقليمجرادة. وذكّر حلوط بتراجع الواقع والسياسة الصحية المُتَّبعة من طرف الوزارة الوصية، حيث عرف الإقليم تراجعا خطيرا في الطاقمين الطبي والتمريضي، إذ تقلص عدد الأطباء من 57 إلى 45 طبيبا وعدد الممرضين من 110 إلى 49 ممرضا و5 سيارات إسعاف بدل 9، دون الحديث عن قلة الأطباء الاختصاصيين والولوج إلى الخدمات، المتمثلة في بعد المستشفى عن المدار الحضريّ، الأمر الذي يصعّب التنقل في غياب وسائل نقل متوفرة بانتظام، وخاصة لمّا يتعلق الأمر بالليل، حيث تنعدم وسائل النقل، وخاصة في حاسي بلال. وطالب الجميع بتدخل الوزارة الوصية من أجل إيجاد الحلول لهذه المشاكل العالقة، كما أعطيت الكلمة للمرضى للإدلاء بشهاداتهم، التي تضمّنت شكايات حول معاناتهم دمع «البيروقراطية وسوء الاستقبال وضعف الخدمات الطبية وأخطاء طبية ذهب ضحيتَها رضّع مازالوا ينتظرون إنصاف المحاكم». كما تساءلوا عن دور المنتخَبين والبرلمانين لإيصال صوت المصابين أصحاب «الرئة السوداء» الناتجة عن مرض السيليكوز. واعتبرت تنسيقة مبادرة الأحياء الشعبية جرادة -حاسي بلال هذه المسيرة المحطة الأولى لخوض سلسلة من أشكال نضالية تصعيدية في حالة عدم التعاطي الايجابيّ مع الملف المطلبي الصحي لساكنة الأحياء الشعبية.