قال أحمد شليضة وكيل أعمال اللاعب عبد الرزاق حمد الله، في حوار مع "المساء"، إنه فوجئ لتوقيع هداف البطولة المغربية عبد الرزاق حمد الله عقد الانتقال من أولمبيك آسفي إلى نادي أليسوند النروجي، في غيابه ودون أن يتم إشعاره بالموافقة على الصفقة النرويجية، رغم أنه متعاقد بشكل حصري مع حمد الله، وأشار إلى أنه في الوقت الذي كان يتهيأ فيه للسفر إلى المغرب برفقة مسؤول من نادي قاسم سبور التركي الذي قدم للأولمبيك آسفي عرضا أفضل، علم بخبر إتمام الصفقة غيابيا، مؤكدا عزمه على السير أبعد في نزاعه مع اللاعب ومع مسؤولي أولمبيك آسفي، إذا تبين أن عقده مع حمد الله قد فسخ من طرف واحد. - ما هو أصل الحكاية؟ الحكاية بدأت من جنوب إفريقيا حين أخبرني اللاعب حمد الله باعتباري وكيل أعماله بضغط رهيب من طرف المكتب المسير لأولمبيك آسفي كي يقدم موافقته على التوقيع لنادي أليسوند النرويجي، كان يتحدث معي تقريبا يوميا في الموضوع وأكد لي أن الصفقة قدمها منذ شهور أحد الأشخاص من أبناء مدينة آسفي لا يحمل صفة وكيل لاعبين ولا علاقة له بالانتدابات، طلبت من حمد الله إرجاء الأمر إلى ما بعد العودة إلى المغرب. - ماذا حصل بعد العودة إلى المغرب؟ قبل أن يرحل حمد الله رفقة المنتخب المغربي أشعرته برفض المكتب المسير لأولمبيك آسفي لثلاثة عروض مهمة من أندية مغربية وهي الجيش الملكي والوداد والرجاء البيضاويين، في حدود 400 مليون سنتيم مع إمكانية وضع لاعبين من هذه الفرق رهن إشارة الفريق المسفيوي، قبل أن أطلب منه التريث في التعامل مع الصفقة التي تبدو ظاهريا مغرية لكنها عكس ذلك تماما. - طيب ماذا جرى بينك وبين مسؤولي أولمبيك آسفي؟ التقيت بمسؤولي الفريق في أكثر من مناسبة وبدا لي أنهم متمسكون بالعرض النرويجي، اقترحت عليهم عروضا أخرى لكنهم رفضوا. - تقصد عروضا من فرق خارجية؟ نعم، قدمت عرضين من تركيا أهمهما لفريق قاسم سبور التركي في حدود مليون و300 ألف أورو، معفاة من الرسوم الضريبية، مع امتيازات أفضل، لأن الدوري التركي يستقطب النجوم ويحظى بتغطية الفضائيات الرياضية كالجزيرة الرياضية، عكس الدوري النرويجي الذي يجرى في ستة أشهر فقط دون تغطية إعلامية واسعة، ناهيك عن الضرائب التي تنخر ما يحصل عليه. - لكنه أفضل من العروض المغربية؟ إن ما سيحصل عليه حمد الله وهو 100 مليون سنتيم بعد أن يلعب 25مباراة تخضع للضريبة وقيمتها 40 في المائة، لقد طالبت من أولمبيك آسفي منح حمد الله 200 ألف أورو فرفضوا، والآن علمت بأنه سيحصل فقط على 95 مليون سنتيم ومن دون ضرائب، أعتقد أن مسؤولي أولمبيك آسفي استعجلوا الصفقة بينما الخاسر الأكبر هو حمد الله، بل إنني اقترحت في نهاية المطاف إعارته لنادي خليجي باستفادة مالية مهمة لكن يبدو أن مسؤولي الأولمبيك يقولون النرويج ولو طارت معزة. - وأيضا وكيله شليضة؟ حين عاد حمد الله من جنوب إفريقيا أغلق هاتفه ولم يتدرب رفقة الفريق خلال يوم كامل، اتصلت به وقلت له التداريب ضرورية ولا معنى لمقاطعتها، وعقدنا في فندق كبير بآسفي اجتماعا مع المسؤولين عن الفريق ووافقت على تبني صفقة حمد الله مقابل 200 ألف أورو لفائدة اللاعب فانتفضوا غاضبين، لقد عجزت عن فهم سر عشقهم للعرض النرويجي رغم وجود عروض أفضل. - كيف علمت بخبر توقيع حمد الله العقد مع النادي النرويجي؟ لقد عدت إلى أبو ظبي وقررت بناء على اتفاق مع المسؤولين المسفيويين أن أعود إلى مدينة آسفي رفقة مسؤول من نادي تركي قاسم سبور، على أن نجتمع بهم ونرحل إلى الدارالبيضاء لاجتماع آخر مع مسؤولي الرجاء البيضاوي، اتفقت على الانتقال إلى إسطنبول بعد يومين، لكن بمجرد وصولي قرأت عبر الأنترنيت خبر التوقيع للفريق النرويجي وشاهدت صورا من حفل التوقيع، حينها شعرت بالقلق وتبين لي أن مسؤلي آسفي غير جادين في مواقفهم، وأنهم قاموا بجهد كبير كي يمنعوا أي اتصال بيني وبين اللاعب، كي ينفردوا به، علما أنني ترجمت له تفاصيل العقد المكتوب باللغة الإنجليزية كي يكون في المتناول. - هل يحق للاعب حمد الله أن يفسخ العقد الذي يربطه بك كوكيل حصري؟ لدي عقد رسمي يجعلني الوكيل المعتمد حصريا لحمد الله عبد الرزاق، العقد المبرم بيني وبينه مسجل بالجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والاتحاد الدولي «الفيفا»، ولا يمكن لأولمبيك آسفي في زمن الاحتراف أن يتعامل مع مهاجر مغربي مقيم في النرويج ويقوم بأعمال السمسرة دون أن يتوفر على رخصة رسمية، أما فسخ التعاقد فله مسطرة جد معقدة، على اللاعب اتباعها إذا تبين أن وكيل أعماله ارتكب خطأ جسيما أو وقع له دون أن يقدم له أي عرض والحال أنني قدمت لحمد الله أزيد من سبعة عروض محلية وخارجية. - لماذا في نظرك فضل المسفيويون العرض النرويجي؟ لا أفهم سر هذا الأمر ولا سر استعجال الصفقة، الفريق النرويجي قدم للفريق المغربي مليون أورو منها 800 عند التوقيع على العقد و100 بعد ستة أشهر و 100 تعتبر مغامرة في حياة اللاعب لن يتسلمها إلا بعد أن يلعب مع الفريق النرويجي 25 مباراة، علما أن البطولة النرويجية تجرى في ستة أشهر بتعتيم إعلامي كبير، الأخطر من ذلك أن المسؤولين قالوا بأن الفريق النرويجي سينجز ملعبين معشوشبين بعشب اصطناعي لفائدة الأولمبيك هذا ترويج إعلامي خاطئ. - في حالة فسخ التعاقد من طرف واحد ما هو الإجراء الذي يترتب عن ذلك؟ اتصلت بمسؤولي الأولمبيك أملا في إيجاد حل ودي، وتحدثت مع أحمد غيبي رئيس المكتب المديري للنادي ونائب رئيس لجنة النزاعات بالجامعة، ونبهتهم لخطورة الموقف، وقمت على الفور بإشعار محامي سويسري معتمد من الفيفا ومكنته من كل الوثائق المدعمة لموقفي، أعتقد أنه إذا استمر الخلاف فإنني سألتجئ للفيفا وللمحكمة الرياضية الدولية، وسيؤدي حمد الله على الأقل 20 ألف دولار كأتعاب للمحامي السويسري». - البطاقة الالكترونية للانتقال لا تحمل اسمك كوكيل للاعب ما ردك؟ هذا خطير جدا، ففي كل بطاقة انتقال الكترونية هناك ثلاث توقيعات اللاعب النادي الجديد ووكيل اللاعب المعتمد من طرف الفيفا، إذا حصل هذا الأمر ووضع إسم وكيل لاعب آخر فهذا في نظري تزوير يعاقب عليه القانون، لأنني أنا الوكيل المعتمد مادام العقد ساري المفعول بيننا. - لماذا حصل هذا المشكل مع أولمبيك آسفي ولم يحصل مع فرق أخرى؟ ربما لأن أولمبيك آسفي ليس له ماض في إبرام الصفقات خاصة المكتب المسير الحالي، لذا لابد للاحتراف أن تكون له قواعد جديدة، هناك مشاكل عارضة تحتاج إلى محامي خبير ونحن أحوج له في المغرب، لأنه لا يعقل أن توجد محكمة رياضية على شكل هيئة المنازعات دون وجود هيئة محاماة مختصة في القانون الدولي الرياضي، لا يجب أن تستأثر الإدارات بالقرار، ولا يجب أن تترك الأمور للمدربين، لأن بعض المدربين معهم وكلاؤهم الذين يجلبون لهم اللاعبين الأجانب في كل الأندية التي ينتقلون إليها، بمعنى أن المدرب ينتقل مع وكيله المرافق، ويقوم وكيل المدرب باللازم مع اللاعب الجديد لمصلحة المدرب دون أن ترى الإدارة شيئا.