بالرغم من قلة ذات اليد والفقر اللذين تعيشهما أسرة كيطاري سعيد، القاطنة بالمنزل رقم 27 الكائن ببلوك 47 بمقاطعة سيدي عثمان بالدار البيضاء، فإن هذه الأسرة المنحدرة من منطقة زاكورة تصارع جاهدة لإبقاء ثلاثة توائم على قيد الحياة. «أنا عاطل عن العمل، طردت من شركة لصنع الحديد التي كنت أعمل بها بعد أن أصبت بكسر في يدي اليسرى، منذ خمسة أشهر وأنا عاطل وقد رزقت يوم عيد الأضحى بثلاث بنات، كريمة ومروة وصفاء، أحمد الله على ذلك لكنني أشعر بالعجز كأب لأنني لا أستطيع أن أوفر لهن الحليب والحفاظات»، يشرح سعيد كيطاري، والد التوائم ل«المساء»، وضع أسرته المتأزم دفعة إلى الحديث بصوت منكسر ملتمسا من المحسنين مساعدته على إعالة بناته الثلاث. وصادفت الزيارة التي قمنا بها، مساء الثلاثاء الماضي إلى منزل الأسرة، انقطاع التيار الكهربائي، وقد كانت شمعة كافية لتبديد عتمة الغرفة التي ترقد بها البنات الثلاث. والدتهن فاطمة الزهراء كواش، قالت بصوت منكسر إنها متزوجة من سعيد منذ عام، مضيفة أنها مزدادة سنة 1990، وحليب ثدييها غير كاف لإرضاع بناتها الثلاث، كما أن مسحوق حليب «نان» الذي تقتنيه الأسرة من صيدلية الحي غير كاف، ملتمسة من أرباب العمل منح زوجها فرصة شغل ليتمكن من الحفاظ على حياة البنات. ورغم حالة العوز فإن الأسرة أصرت على ضرورة إعداد إبريق شاي وسمحت بالتقاط صور التوائم عسى أن يرق المحسنون لحالهم ويسارعوا إلى إنقاذ حياة الرضيعات من موت محقق بسبب.. الجوع.