بعد سلسلة من جرائم الاغتصاب والسرقة في أكثر النقط سوادا بمدينة سلا، أقدمت عصابة خطيرة، مكونة من ثلاثة أشخاص من ذوي السوابق، على اختطاف فتاتين قاصرين (تبلغان من العمر 14 سنة) من حي الانبعاث بالمدينة ذاتها يوم الجمعة الماضي. وإلى حد الساعة لم تحدد الشرطة وأسرتا الفتاتين مكان وجود المختطفين. ويتعلق الأمر بكل من شيماء الحسناوي وأميمة التفزي، اللتين خرجتا نهاية الأسبوع الماضي وتوجهتا إلى مقهى للأنترنت في زنقة سيدي بنور، وهي منطقة معروفة في سلا بشيوع الجريمة داخلها، ولم تعودا إلى حدود الساعة. وبعد البحث عنهما لساعات، اتصل ثلاثة أشخاص بأسرتي الضحيتين، واللتين ثبت لهما أن الجناة يقطنون نفس الحي، وطالبوا بفدية مالية تحت طائلة التهديد باغتصاب القاصرين وقتلهما. وقال زكرياء التفزي، الأخ الأكبر لأميمة: «إن المختطفين هم محسن.ب وأخوه محمد وصديقهما حسن.ب. وقد اتصلوا بنا مرارا خلال الأيام الماضية، وكانوا يستفزوننا بترديد عبارات من قبيل «ايلا كنتو رجال قلبوا علينا». مضيفا أن أخته أميمة وصديقتها خرجتا إلى أحد نوادي الأنترنيت غير بعيد عن البيت، فتم اختطافهما وسرقة هاتفيهما، ولم تتبين إلى حد الساعة ما هي مطالب المختطفين المعروفين بسوابقهم الإجرامية في الحي. من جهته، أكد والد أميمة أنه متخوف من اغتصاب ابنته القاصر أو قتلها، خاصة وأن أحد أفراد العصابة سبق له أن تورط في قضايا مشابهة؛ مشيرا، في اتصال أجرته معه «المساء»، إلى أن المختطفين اتصلوا به مرارا، وكانوا في كل مرة يؤكدون له وجودهم في منطقة أو مدينة غير الأولى وبعيدة عنها دون أن يفصحوا عن مطالبهم. وقالت وفاء المنصوري، رئيسة إحدى الجمعيات التي تتابع الملف، إن «حي الانبعاث أصبح قنبلة موقوتة، لأن الآباء يتفرجون على بناتهم يغتصبن بشكل يومي أمام عجز الشرطة عن اقتحام بعض المناطق السوداء، لأن الجميع فيها مسلح بالسيوف»، مضيفة أن «رجال الشرطة يخافون الاقتراب من هذا الحي، وهو ما يستدعي تدخلا من طرف الجهات العليا لوقف ما يقع في الحي من اغتصاب وسرقة نهارا جهارا». وأكدت المنصوري كذلك أن العصابة، المتخصصة في اغتصاب واختطاف الفتيات، أصبحت تروع كل المناطق المجاورة لحي الانبعاث، مما خلق بلبلة وسط سكان المدينة الذين أصبحوا يتخوفون من إرسال الأبناء إلى المدارس لوحدهم.