تم أخيرا الحكم في ملف الطفلة (خ.م) التي تعرضت يوم عيد الفطر، وهي في ربيعها السابع لهتك عرضها من قبل أحد أقرباء أمها (أخ زوج خالتها) بمنطقة الشلالات. وقضت غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء أول أمس الاثنين، بعد مرور أزيد من 14 شهرا على الحادثة، بالسجن حبسا لمدة خمس سنوات لمغتصب الطفلة، وتغريمه مبلغ 50 ألف درهم كتعويض عن الضرر الذي ألحقه بها. وكشفت عائشة عزيزي، مديرة مركز التأهيل الاجتماعي وعضو الشبكة الجمعوية للتضامن الاجتماعي بالمحمدية التي دعمت قضية الطفلة، بتنصيب محامين وإخضاع الطفلة لفحوصات طبية وجلسات استماع، الحالة النفسية والعضوية المتدهورة للطفلة خديجة، وأكدت عزيزي أنه وبعد مرور أزيد من سنة فإن الطفلة مازالت ترفض الذهاب إلى المدرسة، وتجد صعوبة في مجالسة باقي زميلاتها. وأضافت أن الأوضاع الاجتماعية المتدهورة لأسرة الطفلة الضحية تحول دون إيجاد حلول بديلة لإدماجها في عالم نظيف يقيها نظرات الكبار وغمزات وهمسات الصغار. وأوضحت أن الشبكة أخذت على عاتقها متابعة الحالة الصحية والنفسية للطفلة ودعم الأسرة التي تقطن في منزل بدوار المعاشات بمنطقة البراهمة. وأكدت أن الطفلة تعيش حالة اكتئاب وعزلة رهيبة، مشيرة إلى أن الطفلة التي تبلغ من العمر ثماني سنوات، والتي كانت تتابع دراستها بالقسم الثاني ابتدائي، كانت بشهادة أبويها نجيبة وبشوشة، فأصبحت بعد عملية هتك العرض عبوسة ومنطوية على نفسها، وأنها رفضت الذهاب إلى المدرسة، وأضافت أن أم الضحية أسرت لها بأن ابنتها لم تعد تنام الليل بسبب الكوابيس التي تصاحبها كلما أغمض جفنها، كما أنها أصبحت تتبول في الفراش. وتعود وقائع الحادث المؤلم إلى يوم عيد الفطر ما قبل الماضي، حيث أكدت الطفلة أنها كانت رفقة ابنة عمها حين اعترض سبيلهما قريبها، وأمد ابنة عمها بمبلغ خمسين درهما وطلب منها تقسيطها لدى بعض الدكاكين ليستطيع توزيعها بينهما، وأن القريب أغلق فمها وسحبها إلى منزله ومارس شذوذه الجنسي عليها وعلمت «المساء» أن أم الضحية كانت قد عانت الأمرين من أجل الحصول على شهادة طبية تثبت تعرض ابنتها للاغتصاب، حيث لجأت في أول الأمر إلى مستشفى مولاي عبد الله بالمحمدية، ورفضوا استقبالها، وأحالوها صحبة طفلتها على مستشفى ابن رشد بالدار البيضاء، حيث ووجهت بغياب طبيب الأطفال، لتعود إلى البحث عن طبيب خاص، الذي أمدها بشهادة تثبت تعرض ابنتها للاغتصاب، وهي الشهادة التي أدلت بها لمصالح الدرك الملكي بعين حرودة. وسبق لجمعية ما تقيش ولدي أن زارت الضحية بمنزلها بعد يوم من اغتصابها رفقة نزهة الصقلي وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن.