عرف محيط مسجد «الحراقية» بمدينة سبتة عملية إطلاق للرصاص أسفرت عن إصابة شخصين، أحدهما جروحه خطيرة، بعدما اخترق عيار ناري بطنه، فيما اخترقت رصاصة أخرى الضحية الثانية وهو شخص يبلغ من العمر 40 سنة، كان لحظة الهجوم الناري على متن دراجته النارية، حيث مازال يتماثل للشفاء بقسم العناية المركزة. واستنفر حادث إطلاق النار مصالح الاستخبارات والأمن الإسبانيين، خصوصا أنه وقع بحي «البرينسيبي»، المعروف بحي مغاربة سبتة، والمدرج ضمن أخطر حي بمجمل التراب الإسباني، حسب تقرير أمني سابق. ولم تستبعد مصادر إسبانية أن تكون لعملية إطلاق الرصاص ارتباطات ببعض المسلمين المتشددين، مشيرة إلى أن إطلاق النار قد تكون له علاقة بأعضاء ينتمون للزاوية الحراقية، الذين يؤدّون شعائرهم الدينية بالمسجد المذكور. وكان ابنا الشيخ عرفة الحراق، مؤسس الزاوية الحراقية بمدينة سبتة، قد أعلنا سابقا عن شروعهما في اتخاذ الخطوات الأولى لرفع دعوى قضائية ضد عناصر من السلفية الجهادية، احتلوا، حسب تصريحاتهما لبعض وسائل الإعلام، الزاوية التي بناها والدهما خلال سنوات الخمسينيات من القرن الماضي. وأضافت المصادر ذاتها أن عناصر سلفية هددت أحد القائمين على الزاوية الحراقية، قبل أن تقوم بطرده، ليتم تشكيل جمعية أعلنت حينها عن تحويل الزاوية إلى مسجد، أطلق عليه اسم مسجد «التوبة». ويعرف عن حي «برينسيبي» بكونه يضم عددا من الإسلاميين المغاربة المتشددين، بعضهم سافر إلى أفغانستان من أجل الجهاد وتم اعتقاله قبل أن يقضي سنوات من السجن بمعتقل «غوانتانامو»، والبعض الآخر توجه قبل شهور إلى «سوريا» للقيام بعمليات انتحارية هناك، رفقة ميليشيات عسكرية ضد الجيش النظامي التابع لبشار الأسد، الأمر الذي أرغم المصالح الاستخباراتية لكل من إسبانيا والمغرب على تشديد الرقابة على الحي وعلى عدد من المساجد التي اعتاد الإسلاميون تأدية شعائرهم الدينية داخلها.