يقصد بتكيس المبايض عدم اكتمال عملية التبويض، أو عدم قدرة البويضة على إتمام النضج والنمو إلى المرحلة التي تكون فيها مهيأة وصالحة للتلقيح، إذ لابد أن يصل حجم البويضة إلى ما يتراوح ما بين 18 و20 ملليمترا، حتى تكون مهيأة للتلقيح، ويحدث هذا عادة في اليوم الرابع عشر من بداية الدورة الشهرية. أما في حالة الإصابة بتكيس المبايض، فتعجز البويضة عن بلوغ الحجم المطلوب ويبقى حجمها يتراوح ما بين 8 و10 ملليمترات فقط، ويحدث هذا نتيجة اضطراب في الهرمونات المسؤولة عن نمو البويضات. ويعد مرض تكيس المبيضين المسبب الأول للخلل الوظيفي للمبيض عند المرأة في سن الإنجاب، ويسمى كذلك مرض «ستاين ليفانتال» ويشكل أحد الأسباب الرئيسية للعقم، وذلك بسبب انعدام الإباضة، ويتم تشخيصه عن طريق التصوير بالأمواج فوق الصوتية، التي تظهر لنا المبيضين في حجم كبير مع وجود عدد أكبر من البويضات غير المكتملة النمو، وتعطي شكلا يشبه السبحة أو ما يصطلح عليه ب aspect en chapelet. وهناك تغيرات هرمونية منها، للذكر لا الحصر: ارتفاع في هرمون ال lh وارتفاع في الهرمونات الذكرية péndrogénes. وهذه التغييرات الهرمونية تفسر بعض الأعراض السريرية cliniques كالسمنة في أغلب الحالات، كثافة الشعر وحب الشباب وتباعد الطمث، حتى إنه قد تصل فترة التباعد إلى 6 أشهر أو أكثر. أما أسباب تكيس المبيضين فتبقى مجهولة، باستثناء بعض التخمينات التي نحاول إثبات وجودها بواسطة مورثات جينية، ولكن لحد الآن لا وجود لإثباتات علمية. أما فيما يخص علاقة تكيس المبيضين بالسن، فلا وجود لأي علاقة بينهما، إذ يمكنه أن يصيب المرأة في سن الإنجاب، حيث يبدأ من سن المراهقة حتى سن الخامسة والأربعين، والفرق هو أن هناك بعض الحالات الحادة التي تظهر بشكل تكون الأعراض فيها بارزة أكثر من حالات أخرى طفيفة، وقد يكون الغرض الوحيد فيها، هو تباعد فترات الطمث. بالنسبة للأعراض، تتمثل في حب الشباب وتكاثر الشعر، وذلك بإعطاء مضادات للهرمونات الرجالية anti-androgénes واستعمال الهرمونات النسائية oestrogénes+ cyproterone، وبالنسبة للسمنة، ننصح المريضة بالحمية وفي بعض الحالات النادرة نضطر إلى استعمال دواء مضاد للأنسولين يسمى la netformine، لأن السمنة المفرطة تؤدي إلى نوع من تمنع الخلايا ضد الأنسولين وكثرة هذه الأخيرة في الجسم تؤدي إلى زيادة السمنة، فتصبح المريضة تدور في حلقة مفرغة، وهذا في بعض الحالات النادرة. وفيما يتعلق بالإباضة والإخصاب، هناك أدوية كثيرة، حيث لم يعد المرض يشكل عائقا أمام الإنجاب، فقط يجب استشارة أخصائي. ولابد من الإشارة إلى مراحل العلاج بوصفها الأكثر أهمية لدى النساء اللواتي يعانين من تكيس المبيض، والتي تكون على شكل مراحل: المرحلة الأولى: يجب وقف نشاط المبيض حتى لا يتكون المزيد من التكيسات. المرحلة الثانية: بعد توقف النشاط وعلاج التكيس نقوم بتنشيط المبيض. العلاج: 1 إذا ثبت عدم التبويض نتيجة تكيس المبيضين، يلزم أولا أخذ حبوب منع الحمل لمدة 6 أشهر، ثم أخذ منشطات للمبيضين، ثم متابعة التبويض. 2 الزواج وحصول الحمل هو أفضل علاج لحالة تكيس المبيض، حيث يتوقف نشاط المبيضين أثناء الحمل، وبالتالي توقف تكون هذه التكيسات. وأخيرا قد نلجأ إلى الجراحة بخلق فتيحات صغيرة على سطح المبيضين drilling avarice، وتسمى أيضا الجراحة التنظيرية، ونلجأ إليها في الحالات النادرة التي لا تستجيب للعلاج بواسطة الأدوية، وهذا حل ناجع لحالات تكيس المبيضين، حيث ينجح الإخصاب وتنجب بعدها ما يقارب 78 في المائة من النساء. ونصيحتي للنسوة اللواتي يعانين من تكيس المبيض، تجنب النصائح ممن ليس له اختصاص، لأن حالة لا تشبه بالضرورة أخرى ولا يجب التعميم.