تجرع الجمهور المغربي مرة أخرى مرارة إقصاء مبكر للمنتخب الوطني في نهائيات كأس إفريقيا للأمم لكرة القدم، عقب خروجه من الدور الأول، إثر اكتفائه بنتيجة التعادل بهدفين لمثلهما أمام منتخب جنوب إفريقيا في مباراته الثالثة والأخيرة ضمن منافسات المجموعة الأولى لنهائيات كأس إفريقيا. جاء إقصاء المنتخب الوطني مخيبا، بل ومحبطا خصوصا أنه كان قريبا من تحقيق التأهل على حساب منتخب جنوب إفريقيا، لو أنه عرف كيف يدبر اللحظات الأخيرة من المباراة ويحافظ على تقدمه الذي كان سيمنحه التأهل ويعلن عن ولادة منتخب جديد، بإمكانه القطع مع مرحلة طويلة من النتائج المخيبة. وإذا كان المنتخب الوطني لم يتأهل إلى الدور الثاني، وأقصي للمرة الرابعة على التوالي من الدور الأول، إلا أن مسؤولية الإقصاء لا يتحملها اللاعبون الذين سعوا بكل السبل إلى انتزاع التأهل، وأبلى عدد منهم بلاء حسنا، مثلما لا يتحملها المدرب رشيد الطوسي لوحده، وهو الذي لم يشرف على المنتخب الوطني إلا في مدة قصيرة لم تتجاوز الثلاثة أشهر، فالأخطاء التي وقع فيها الطوسي سواء في المباراة الأولى أو الثانية، كان بالإمكان تجنبها لو أنه قاد المنتخب الوطني لفترة أطول، لكن للأسف الشديد فالتعاقد معه، جاء في ظرف معقد، وبعد أن وصل المنتخب الوطني مع مدربه السابق إيريك غيريتس إلى الحضيض، وباتت الجامعة في حاجة إلى كبش فداء تطفئ به الغضب المتزايد للجمهور الذي نفذت لديه طاقة الصبر، ولم يعد بإمكانه أن يتحمل مزيدا من النتائج السلبية. لقد أقصي المنتخب الوطني لأن جامعة الكرة ارتكبت الكثير من الأخطاء الفادحة، التي مازال المنتخب الوطني يؤدي ثمنها اليوم، فليس مقبولا في أقل من أربع سنوات أن يشرف على تدريب المنتخب الوطني سبعة مدربين، بداية من روجي لومير مرورا بالتركيبة الرباعية التي ضمت حسن مومن وجمال السلامي والحسين عموتة وعبد الغني بناصري وصولا إلى البلجيكي إيريك غيريتس، ثم رشيد الطوسي. في كل مرة كان يقصى فيها المنتخب الوطني كانت الجامعة تبحث عن كبش فداء، اليوم ليس هناك قربان يمكن أن تضحي به الجامعة، فالطوسي لم يشرف على المنتخب إلا قبل ثلاثة أشهر، علما أن الجامعة الحالية راكمت فشلا ذريعا مع المنتخب الوطني، ولم تترك أية بصمة تذكر في أي محفل قاري، فألم يحن الآوان بعد لتصل رياح التغيير إلى هذه الجامعة.