كشفت دراسة حديثة في إسبانيا أن عدد المغاربة في مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين أصبح يتجاوز عدد الإسبان، مما يعزز المطالب المغربية الرسمية باسترجاعهما، وقالت إن نسبة المغاربة ستصبح هي الأكبر على المدى المتوسط. وأوضحت الدراسة التي نشرها المعهد الملكي للبحوث والدراسات (إلكانو) أن آخر إقصاء للسكان في المدينتين أجري عام 1986، أي قبل 22 سنة، حيث تبين أن عدد المغاربة يشكل نسبة 32 في المائة من عدد السكان في مليلية (17 ألف نسمة)، بينما يشكل نسبة 18 في المائة في سبتة (12 ألف نسمة)، وأن غالبية هؤلاء المغاربة ولدوا بالمدينتين، بنسبة 75 في المائة في سبتة و70 في المائة في مليلية، لكن ثلث هؤلاء فقط حاصل على الجنسية الإسبانية. غير أن الدراسة كشفت أن المغاربة في المدينتين يعيشون في ظروف غير جيدة، مقارنة مع الإسبان، حيث تتركز نسبة 73 في المائة منهم في ثلاثة أحياء فقط من بين 33 حيا في سبتة، ما يعني أن هناك كثافة سكانية كبيرة، وأن الأمية منتشرة في أوساطهم بشكل أكبر، بما معدله 37 في المائة و33 في المائة في سبتة ومليلية على التوالي. وأشارت الدراسة إلى أن عدد المغاربة يزداد بوتيرة سريعة بسبب تزايد عدد المواليد فيما بينهم وارتفاع نسبة الزواج بين المغاربة والمغربيات وسياسة التجمع العائلي، موضحة أن زيادة عدد الزيجات المغربية سوف يرفع من نسبة المغاربة في المدينتين خلال السنوات القليلة المقبلة. وقد أكدت الدراسة، التي قام بها كل من أنخيل بيريز وكارمن إنريكيز، أن التهديدات الإرهابية في المنطقة وتزايد عدد السكان المغاربة والوضع الاقتصادي المتردي بالمدينتين كلها عناصر أصبحت تدعم المطالب المغربية باسترجاعهما، مما يثير قلقا إسبانيا، خصوصا بعد اعتراف الحكومتين المستقلتين في المدينتين باللغتين العربية والأمازيغية، وإقرار تدريس الدين الإسلامي بعد الاعتراف به كمكون من المكونات الدينية والثقافية في المدينتين المحتلتين، حيث أصبحت الحكومتان المحليتان تمولان تدريس الإسلام. وقالت نفس الدراسة إن المغرب حتى عام 1986 كان يتحدث فقط عن إقصاء وتهميش السكان المغاربة في المدينتين، لكنه بعد ذلك أصبح يطالب بطريقة أخرى لتدبير الملف، مع تزايد نسبة المغاربة فيهما، مشيرة إلى أن المطالب المغربية باسترجاع سبتة ومليلية انضاف إليها مطلب تنظيم القاعدة بخصوص نفس الأمر، والذي دعا إلى«تحرير» المدينتين، وأضافت الدراسة أن اعتقال 11 شخصا في دجنبر 2006 بتهمة الإرهاب قد أظهر المخاطر الأمنية التي تحيط بالمدينتين.