شنّ حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، خلال اجتماعه، مساء أول أمس الاثنين، مع برلمانيي الحزب وزرائه في الحكومة، هجوما شديد اللهجة على عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة، داعيا إياه إلى عقد مناظرة تلفزيونية. واتهم شباط، خلال الاجتماع الذي استمر نحو ثلاث ساعات ونصف في مقر المركز العام في باب الأحد في الرباط، رئيسَ الحكومة ب«لعب دور المظلوم والضحية»، معتبرا أن «تصريحاته خلال اجتماع مستشاري حزب العدالة والتنمية، يوم السبت الماضي، لا تشرّف رئيس الحكومة بصلاحيات دستورية واسعة». وكان بنكيران قد اعتبر، خلال الاجتماع المشار إليه، أن «قرار رحيله بيد الله والشعب والملك».. وقال: «إذا قال لي الملك: ارحلْ فسأرحل، ولن يؤاخذني أي مغربي حينها، لأني قلت سابقا بصراحة: أنا سياسيا مع الملك، سواء بقيت رئيسا للحكومة أو صرتُ خارجها، فالأمر سيّان»، وأضاف: «من يريد نسف الحكومة فليتحمل مسؤوليته وليتفضل، سواء كان حزبا أو زعيما أو أمينا عاما، من داخل التحالف الحكوميّ أو من خارجه»، مشددا على أن حزبه «لن يخضع للضغط أو الابتزاز، وليس خائفا».. وفي خطوة تحدّ، دعا شباط غريمَه إلى مناظرة تجمعه به «في شي تيرانْ والناس حاضرينْ ولا فْشي قناة»، منتقدا حصيلة عمله منذ تقلده منصب رئيس الحكومة، وقال: «أتحداه أن يكشف لنا عما أنجزه وعن السياسة التي جاء بها.. الشيء الوحيد الذي برع فيه هو انتقاده لعمل الحكومات السابقة وإلصاق كل ما هو سلبي بها.. الإنجاز الوحيد الذي حققه هو الزيادة في أسعار المحروقات»، مشيرا إلى أن «حزب الاستقلال ب60 نائبا برلمانيا قاد الحكومة وتمكن من التعامل مع الربيع العربي وأحداث إكديم إيزيك وسيدي إفني و«الحزب المخزني» (في إشارة إلى حزب «البام») ومجموعة الثمانية و20 فبراير، دون أن يشتكيّ عباس الفاسي ولو لمرة». من جهة أخرى، انتقد زعيم الاستقلاليين ما سماه تغليطا للرأي العامّ بشأن المذكرة وتحويرا لهدفها بالإشارة إلى أنها جاءت للتغطية على صراعات داخلية، في إشارة إلى تعليقات لقياديين في العدالة والتنمية، كاشفا أن المذكرة جاءت بناء على طلب من قادة التحالف الحكومي أنفسِهم، وفي مقدمتهم بنكيران، خلال اجتماع سابق للأمناء العامين لأحزاب الأغلبية، وقال: «طْلبو منا نكتبو ملاحظاتنا في ورقة وحْنا درْناها في مذكرة في 30 صفحة.. ولكنْ واقيلا عندو عفاريتْ وتماسيحْ حداه تينفخو فيه وما خلاوهْش يْقرا المذكرة».. وفيما التمس شباط بعض العذر لحليفه في الأغلبية، داعيا الغاضبين من تجاهل بنكيران مذكرة الحزب إلى منحه الوقت للرد عليها، ألقى عمدة فاس بالكرة في ملعب برلمان الحزب، معتبرا أنْ «لا أحد له الحق في الحديث عن خروج الحزب إلى المعارضة سوى المجلس الوطني في دورته القادمة»، المرتقبة في شهر أبريل المقبل، باعتباره من له سلطة القرار في المشاركة في حكومة بنكيران. وقال شباط، موجها كلامه لبنكيران: «حْنا غادي نبقاوْ في الحكومة.. وسنتسمر وإلى ما عجبتناشْ شي حاجة غادي نْقولوها.. بغا يعجبك الحالْ يعجبك، ما عجبكشْ راكْ عارف اشنو غادي تديرْ».. إلى ذلك، كان لافتا غيابُ وزراء الحزب في حكومة بنكيران عن الاجتماع، باستثناء فؤاد الدويري، وزير الطاقة والمعادن، وهو الغياب الذي دفع برلمانيي حزب علال الفاسي إلى الاحتجاج بشدة. وفيما كشف شباط أن تغيب نزار البركة، وزير الاقتصاد والمالية، وعبد اللطيف معزوز، الوزير المكلف بالجالية، ويوسف العمراني، الوزير المنتدب في الشؤون الخارجية، هو بعذر، نظرا إلى تواجدهم في مهام خارج البلاد، قاطع محمد الوفا، وزير التربية الوطنية، الاجتماع الذي خُصّص لمناقشة علاقة التنسيق بين وزراء الحزب وبرلمانييه.