هاجم شيوخ ما يسمى ب»السلفية الجهادية» موقف المغرب المساند للحرب التي تخوضها فرنسا ضد الإسلاميين في شمال مالي، بعد أن سمح المسؤولون المغاربة باستخدام الطائرات الفرنسية للأجواء المغربية. ونشر عمر الحدوشي، أحد شيوخ هذا التيار في المغرب المفرج عنهم قبل أشهر، فتوى على صفحته الخاصة في الموقع الاجتماعي الفايسبوك، تحرم تقديم أي نوع من المساعدة للحرب التي تخوضها فرنسا حاليا ضد متمردي شمال مالي، واصفا مسانديها في الحرب ب«الحلف الصهيو-صليبي ومن حالفهم من العرب ممن يسعون لنيل رضى أمريكا الغاصبة»، موردا مجموعة من الآيات التي تحرم تقديم العون والتحالف لغير المسلمين ضد المسلمين. من جهته، استنكر الشيخ محمد عبد الوهاب رفيقي، المعروف بأبي حفص، ما أسماه «الهجوم الفرنسي الغاشم على المسلمين في مالي، لما فيه من تدخل سافر بغير حق في شأن دولة مسلمة، ولما فيه من ترويع للآمنين واستهداف للمستضعفين، وقتل للأبرياء بغير حق، ثم إن هذا الهجوم يفضح التواطؤ الغربي في خذلانه لقضية سوريا، رغم ما يقع فيها من فظائع وكوارث، ومسارعته لمالي خوفا على مصالحه». وأضاف الشيخ أبو حفص، في تصريحه ل»المساء»، أنه يرفض «أي تعاون مع هؤلاء المحتلين أو دعمهم بأي وسيلة، كما أهيب بالأحزاب الإسلامية المشاركة في الحكم اتخاذ موقف صارم وصريح من القضية، لأن الأمر يتعلق بالأبرياء والمستضعفين والعزل، مما لا مجال فيه للتسامح، والشعوب الإسلامية التي انتخبت هذه الأحزاب لن تقبل بمشاركتها في جريمة من هذا النوع، مهما كانت الإكراهات»، في إشارة إلى حزب العدالة والتنمية الإسلامي الذي يقود الحكومة الحالية.