منح محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية ووزير السكنى والتعمير وسياسة المدينة، حزب عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، صك البراءة في مواجهة خصومه السياسيين وجهات في الدولة؛ معتبرا، خلال مروره في ملتقى وكالة المغرب العربي للأنباء، صباح أمس، أن حزب الإسلاميين لا يهدد مؤسسات البلاد؛ وقال بنعبد الله: «كنا نقول حذار من هذا الحزب ومن هذا التوجه، لكن ظهر أنه حزب بإمكانه أن ينصهر في المؤسسات دون أن يهددها.. دون أن يعني ذلك عدم وجود خلافات معهم»؛ مشيرا إلى أن وزراء العدالة والتنمية اكتسبوا، بعد مرور سنة من عمر الحكومة، «الرشد السياسي»، وإن كان قد اعتبر إقدام بعضهم على نشر لوائح المستفيدين من «الكريمات» لغرض النشر فقط، أسلوبا «آخر للفراجة». وفيما بدا لافتا حرص بنعبد الله على التبرؤ من تهمة مغازلة العدالة والتنمية، تحول المسؤول الحزبي إلى مدافع شرس عن حكومة الإسلاميين، معتبرا أنها لم تمس بالمرجعيات الأساسية للبلاد، ولم تقدم على أي قرار فيه تراجع عن المنهجية الديمقراطية أو الانفتاح، وإن كان هناك تأخر في إطلاق بعض المبادرات الأساسية. وتابع بنعبد الله دفاعه عن حزب العدالة والتنمية، مخصصا جانبا منه هذه المرة لأمينه العام، حين أشار إلى أن المسؤولية تفرض أن يظل رئيس الحكومة فوق الجميع وأن يظل بمنأى عن السقوط في الجواب عما يطرح من استفزازات أو انتقادات. إلى ذلك، أوصى زعيم التقدميين، خلال مناقشة لموضوع «حزب التقدم والاشتراكية أمام تحدي انسجام الأغلبية الحكومية»، خيرا بالمؤسسة الملكية، داعيا إلى المحافظة عليها، وقال: «من يقارننا بمصر أو تونس من أي اتجاه كان فهو يلعب بالنار، فالمغرب له خصوصياته وإيجابياته، ويتعين الحفاظ على المؤسسة الملكية. وفي هذا الاتجاه تشتغل الحكومة الحالية، ولا يمكنها إلا أن تشتغل في هذا الاتجاه». واعتبر بنعبد الله أنه لا يمكن لأي كان إخراج القوانين التنظيمية دون المؤسسة الملكية، وقال في رد على الانتقادات الموجهة إلى الحكومة بشأن تأخر إخراج تلك القوانين: «لا يمكن لأحد، حكومة أو معارضة، إخراج تلك القوانين دون المؤسسة الملكية التي لها صلاحيات، فصاحب الجلالة هو الساهر على التوجهات العامة وهو الحكم.. القوانين التنظيمية ما تتصوبش فْ مكتب عبد الإله بنكيران ولا شي وزير.. فهمتني ولا لا». من جهة أخرى، حرص بنعبد الله على بعث رسائل واضحة إلى معارضي حكومة بنكيران، سواء كانوا في الأغلبية أو في المعارضة، واصفا خرجاتهم ب»الفراجة»، وقال: «حزب التقدم والاشتراكية ليس حزب الفراجة. وإذا كان البعض يريد أن يقلل من وزراء البيجيدي، فإن من شأن ذلك أن يؤدي إلى نتائج عكسية.. لذلك نعتبر أن هناك ضرورة للرجوع إلى الله ولشيء من النضج». وواصل المسؤول الحزبي توجيه رسائله إلى قيادة حزب الاستقلال دون أن يذكرها بالاسم، مشيرا هذه المرة إلى أنه «لا يمكن التواجد في الأغلبية والمعارضة في وقت واحد»، وأنه يتعين على بعض مكونات الأغلبية أن تختار بين الالتزام بالتحالف الحكومي أو اللجوء إلى خيارات أخرى. وفيما تطرح الكثير من علامات الاستفهام عن فحوى اللقاء الذي جمع الأسبوع الفائت زعيم ورثة «الحزب الشيوعي» بحميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، اكتفى بنعبد الله بوصف اللقاء بكونه مبادرة «تبراد الطرح ورد لجميع إلى الصواب»؛ وقال: «خرجت من اللقاء بخلاصة أن هناك التزاما مشتركا ب»تبراد الطرح شي شوية»، ونتمنى الاستمرار على هذا المنوال، وأن نتمكن في القريب العاجل من عقد اجتماع للأغلبية وندخل في مناقشة عمق ما هو مطروح، بما في ذلك بعض الجوانب المتعلقة بمذكرة الاستقلال».