تشرح نادية بوخويمة، طبيبة عامة، في هذا اللقاء أعراض النزلات المعوية والأسباب المؤدية لها ومخاطرها. كما شددت الدكتورة بوخويمة على ضرورة الإسراع المحتم لاستشارة أقرب طبيب وتفادي التداوي العشوائي ذي العواقب غير المحمودة، مضيفة أن من النزلات المعوية ما قد تتطور إلى الإصابة بالتهاب السحايا. - تعد النزلات المعوية من الأمراض المنتشرة فما هو تعريفها طبيا؟ النزلات المعوية أو الزكام المعوي، عبارة عن التهاب حاد يصيب الأمعاء والجهاز الهضمي وبعض الأعضاء ويؤدي الالتهاب إلى خلل في وظيفة هاته الأعضاء. وتسمى النزلات المعوية أيضا بمرض الأيادي المتسخة maladie des main sales. من الملاحظ أن الإصابة بالنزلات المعوية كانت موسمية لكنها خلال العقود الأخيرة أصبحت تصيب الإنسان طيلة أيام السنة بسبب تغير النمط الغذائي الصحي، وبسبب التغير المناخي، وهي تصيب جميع الفئات العمرية. - وماذا عن الأسباب المؤدية إلى النزلات المعوية؟ تعود أسباب الإصابة بالنزلات المعوية إلى الإصابة بفيروسات أو بسبب بكتيريا إ. كولاي نتيجة تلوث الأطعمة والأغذية، وتؤدي جميعها إلى التهاب في الأمعاء. ولا يفوتنا أن نذكر أنها أمراض معدية تستلزم وقاية أولية وأخرى ثانوية كوقاية أولية يجب تفادي ما يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالنزلة المعوية. أما بالنسبة للوقاية الثانوية فتتلخص في تجنب استعمال أدوات المصاب. - هل هناك أعراض محددة للنزلات المعوية؟ من علامات النزلات المعوية الارتفاع في درجة الحرارة والقيء الشديد والإسهال الحاد ومغص متفاوت درجات الحدة. - هل معنى ذلك أن الإسهال من مؤشرات المرض؟ العبرة ليست فقط بالإسهال بل الأهم من ذلك قوامه، فحتى لو كان التبرز مرة واحدة يوميا وكان قوامه مائيا أو كان البراز سائلا مختلطا بالدم والمخاط فذلك مؤشر خطر. ولا يفوتنا أن نشير إلى أن تواجد المغص القوي هو ناقوس خطر يسبق اختلاط البراز بدم المخاط، وقد يستفحل الأمر فيصاب المريض بثقب في أمعائه يستلزم التدخل الجراحي المستعمل. لذلك يجب الإسراع المحتم لاستشارة أقرب طبيب وتفادي التداوي العشوائي ذي العواقب غير المحمودة. - إهمال هذه الأعراض هل له مضاعفات ثانوية خطيرة؟ بالتأكيد فإهمال الأعراض واستخفاف بعض الأمهات بها ودأبهن على استعمال بعض الأعشاب ك«مخينزة» مثلا قد لا تلائم الشخص وتؤدي به إلى الإصابة بقصور كلوي، دون أن ننسى أن الوضع الصحي للمريض قد يزيد تفاقما نتيجة لتناول بعض العقاقير أو الأدوية بدون استشارة طبية. من جهة أخرى فالإهمال الشديد يؤدي إلى جفاف الجسم وهو من أخطر مضاعفات النزلات المعوية بسبب فقدان مواد القيت بما في ذلك السوائل والأملاح المعدنية والفيتامينات والأحماض الأمينية والأحماض الدهنية والغليسيرول التي تعد المواد الأساسية لوظائف الجسم. وغالبا ما يستطيع الأصحاء التعامل مع الجفاف وتخطيه بصورة كبيرة ولكن المشكلة تكمن في الصغار وكبار السن بسبب انخفاض المناعة لدى هاتين الفئتين. طبعا جفاف الجسم الحاد هو المرحلة الأولى من المضاعفات وفي حالة التأخر عن استشارة الطبيب قد يصاب المريض بالتهاب السحايا وقد يدخل في حالة غيبوبة. - ما هو التصرف الأمثل إذا أصيب شخص بالنزلة المعوية أو بالجفاف؟ تعتبر استشارة الطبيب التصرف الأمثل في مثل هذه الحالات، ولكن تزويد المريض بكميات مهمة من الماء والأملاح المشروبة قد ينقذه من الإصابة بالاجتفاف ومضاعفاته. - كيف يتم التشخيص وما هي سبل العلاج المقترحة؟ يمكن تشخيص الحالة بواسطة الأعراض المرضية السابق ذكرها والفحص السريري. طرق الوقاية يجب الاعتماد على الرضاعة الطبيعية بالنسبة للرضيع وفي حالة إدخال تغذية صناعية يجب السهر على النظافة الكاملة للأدوات المستعملة. أثناء تحضير البالغين للطعام يجب العناية بالنظافة. لا يجب تناول الخضر أو الفواكه دون غسلها. تفادي الاحتفاظ بالطعام المطهو لمدة طويلة في الثلاجة مراعاة مدة صلاحية الأطعمة المصبرة وتفادي استعمالها بعد مدة من فتحها. غسل اليدين جيدا قبل الأكل، وقبل الشروع في إعداد الطعام غسل أدوات المطبخ قبل استعمالهن غسل الأواني التي استعملها المريض بماء «جافيل» 12 درجة للتمكن من تعقيمها.