قال عباس الفاسي، الوزير الأول المغربي إن لقاءه مع العاهل الإسباني خوان كارلوس لا يعد طيا للصفحة التي فتحت بعد أزمة زيارة عاهلي إسبانيا لمدينتي سبتة ومليلية قبل أزيد من سنة، وأضاف الفاسي أنه سيدرس خلال اللقاء إمكانية فتح ملف المدينتين السليبتين مع الملك خوان كارلوس، مشددا على أن ما يربط المغرب بالعائلة الملكية الإسبانية هي صداقة عميقة، وبين الأصدقاء تكون أحيانا بعض المفاجأة العابرة. وجاء كلام الوزير الأول خلال الندوة الصحافية على هامش زيارته أمس لمدريد التي عقدت بقصر المونكلوا (قصر الحكومة) عقب التوقيع على عدة اتفاقيات للتعاون الاقتصادي والثقافي بين البلدين، ورافقه في هذه الرحلة ثمانية وزراء مغاربة. وكانت أكبر مفاجأة خلال الندوة الصحافية هي عندما أخطأ الفاسي في اسم رئيس الحكومة الإسبانية الذي نعته ب«خوسي ماريا ثباتيرو»، مما جعل وجه ثباتيرو يحمر خجلا، وأثار ضحكات عالية في القاعة لم تسعف حدتها ذاكرة الفاسي في استعادة الاسم الحقيقي لرئيس حكومة أقرب بلد أوربي إلى المغرب. وأشار الفاسي إلى أنه في المغرب لا يوجد معتقلون سياسيون يقبعون في السجون على خلفية تعبيرهم عن أفكار سياسية أو نقابية، مسجلا أن جميع المعتقلين يوجدون في السجون لعلاقتهم بأحداث 16 ماي الإرهابية بالدار البيضاء، على حد قوله. وأكد الفاسي أن تعدد الزوجات لم يعد موجودا بالمغرب، كما أن هناك حقوقا أكبر للمرأة بعد أقرار مدونة الأسرة، معلنا أن «الشعب الصحراوي» لا وجود له، نظرا لكون الصحراويين الموجودين في مخيمات تندوف هم مغاربة محتجزون هناك، مشددا على أن إسبانيا عندما جاءت إلى «الصحراء الغربية»، كما وصفها خلال الندوة، وجدتها تحت السيادة المغربية. ومن جانبه، أكد رئيس الحكومة الإسبانية لويس رودريغيث ثباتيرو أن إسبانيا وقعت خلال اللقاء على اتفاقيات اقتصادية تبلغ قيمتها 520 مليون أورو، وهو ما يعد أكبر اتفاق توقعه إسبانيا مع دولة خارجية ويعكس حجم المصالح المشتركة بين البلدين، خصوصا أن إسبانيا تعد ثان شريك اقتصادي للمغرب وأول مستثمر، موضحا أن هذه الاتفاقيات تشمل مجالات اقتصادية منها البناء، موضحا في نفس السياق أن حجم التعاون الذي تخصصه إسبانيا للمغرب يبلغ 130 مليون أورو، 20 مليون أورو منها فقط للحكومات الإقليمية الإسبانية. وأعلن ثباتيرو أن بلاده بذلت مجهودات من أجل عقد قمة بين الاتحاد الأوروبي والمغرب عندما تسلمت بلاده رئاسة الاتحاد، معبرا عن امتنانه لدعم المغرب لترشيح برشلونة لتكون مقر الكتابة العامة للاتحاد المتوسطي. وأكد ثباتيرو أنه تم التطرق خلال اللقاء إلى مجمل القضايا العالقة بين البلدين، مثل مكافحة الهجرة السرية التي عرفت تراجعا في السنة الأخيرة، والتعاون الأمني والقضائي بين البلدين، موضحا أن بلاده تتخذ موقفا بناء إزاء قضية الصحراء مبنيا على توصل الأطراف إلى اتفاق فيما بينها تحت رعاية الأممالمتحدة.