استعانت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، لأول مرة بوسائل تقنية لاستعراض برنامج إعداد المنتخب الوطني الأول، في مرحلته الأخيرة بالعاصمة الاقتصادية لجنوب إفريقيا، جوهانسبورغ في الفترة ما بين 4 و16 يناير المقبل والتي تتخللها مباراتين وديتين أمام زامبيا وناميبيا التي عوضت في آخر لحظة منتخب إثيوبيا الذي اعتذر. ومنح فضاء الندوة الصحفية مساحة زمنية قاربت 40 دقيقة لطرح أسئلة لها علاقة بحاضر ومستقبل المنتخب في علاقة باستبعاد لاعبين واستعراض فلسفة العمل والاختيار وقواعده التي تنضبط لقواعد مع وجود استثناءات. وأصر الطوسي على مخالفة العادة بأن يحضر معه باقي مساعديه وليد الركراكي ورشيد بنمحمود وسعيد بادو وصلاح لحلو ليؤكد على أنه مرتاح لاختياراته البشرية رافضا أن يكشف لائحة الاحتياطيين في حال وقوع إصابات متحدثا عن لائحة موسعة من 30 لاعب. في ما يلي التفاصيل الكاملة لندوة الطوسي الصحفية. - ما هو الهدف من المشاركة في كأس إفريقيا وماذا عن برنامج الإعداد الأخير؟ لنكن موضوعيين، فنتائج المنتخب الوطني بنهائيات أمم إفريقيا منذ 2006 وحتى 2012، مع غياب عن دورة 2010 كانت هي عدم تجاوز الدور الأول، وبالتالي فإن هدفنا الأولي يبقى هو بلوغ الدور الثاني، وكما أقول دائما بأن الشهية تأتي مع الأكل وخير نموذج على ذلك منتخب زامبيا في آخر دورة. ولكي أغلق باب الإشاعات، فإنني أعلن صراحة بأنني أنا المسؤول عن الاختيارات البشرية بالتشاور مع باقي أعضاء الطاقم التقني سواء في اختيار اللائحة، أو خطة اللعب وهناك طاقم مساعد لا يظهر حاليا يقوم بدوره بعمل جيد وهنا أوضح بأن الجامعة لا تتدخل في علاقاتي مع اللاعبين أو الطاقم التقني بل بالعكس هي تؤازرنا لأنه حان الوقت لكي نوظف طاقاتنا وبطبيعة الحال من الآن فصاعدا سنركز على 24 لاعبا الذين وقع عليهم الاختيار. ينطلق برنامج الإعداد الذي ستحتضنه مدينة جوهانسبورغ وبالضبط فندق هيلتون الذي كان يتواجد فيه منتخب هولندا بمونديال 2010 والذي يبعد عن المدينة 20 كيلومترا برحيل الوفد الرسمي واللاعبين المحليين من مطار محمد الخامس صباح 2 يناير، ليكون هناك تجمع بمطار شارل دوغول بباريس لجميع اللاعبين المحترفين والإقامة بفندق تابع للمطار قبل الرحيل في اليوم الموالي في اتجاه جوهانسبورغ في رحلة تمتد 10 ساعات على أن يدوم المعسكر الإعدادي ما بين 4 و16 يناير. ويمتد الإعداد لثلاث مراحل ويشمل عشرين حصة تدريبية وينطلق بمرحلة التأقلم مع الارتفاع وتدوم أربع أيام تليها مرحلة تنمية المؤهلات وتدوم ثمانية أيام وتتخللها إجراء مباراتين وديتين لتختتم بعد ذلك بمرحلة النزول التدريجي ومدتها ثلاثة أيام. - كيف تقدم اختياراتك البشرية ل24 لاعبا في التشكيلة النهائية؟ أنا مرتاح البال رفقة باقي الطاقم التقني لأننا اخترنا أفضل لاعبين ينسجمون مع فلسفة العمل مع تطلع للمستقبل بالنظر إلى أن معدل اللاعبين الذين وجهت لهم الدعوة يبلغ 24 سنة علما أن هناك لاعبين آخرين حالت ظروف عدة دون عدم حضورهم معنا لكنهم يوجدون في لائحة احتياطية غير معلنة. لقد اخترنا 23 لاعبا بالإضافة للاعب إضافي انسجاما لعامل الجاهزية التقنية ونسبة الدقائق التي لعبها مع وجود استثناءات للاعبين مثل السعيدي وبنعطية وكذلك الأحمدي بالنظر لظروف الإصابة وأهميتهم في منظومة لعب الفريق. يتواجد بالتشكيل ثلاثة حراس بينهم خالد العسكري الذي تألق بالأمس في مباراة شباب الريف الحسيمي، مع استحضار بدائل في أغلب المراكز بوجود سبعة مدافعين ومثلهم من لاعبي الوسط الدفاعي والهجومي ومثلهم أيضا من المهاجمين أو لاعبي الوسط الهجومي. - ما هي حقيقة قضية تاعرابت في ظل تناقض التصريحات وهل اكتشفتم أخيرا بأن ريغاتان لا يحمل الجنسية المغربية؟ ما ينبغي أن نتفق عليه هو أن المدرب هو الذي يختار وليس اللاعب وأنا ذهبت إلى لندن لألتقي مع لاعبين يدخلون في منظومة اللعب مثل الأحمدي والسعيدي، ثم لا ينبغي أن ننسى ما وقع في مباراة الجزائر وما حصل في معسكر ماربيا، علما أن لكل مدرب منظومته الخاصة به وحسب ما أعرف فإن تاعرابت لا يدخل فيها. ما قام به تاعرابت اتجاهي ليس من الأعراف والتقاليد المغربية ذلك أنه لم يستقبلني ورفض ملاقاتي ولو من باب «الصواب» ولا حتى أن يجيبني وبالتالي هناك قواعد ينبغي أن تحترم ولا ينبغي أن يفتح هذا الباب سواء لتاعرابت أو لغيره وهناك إجراءات ستتخذ في وقتها. بالنسبة لريغاتان الأمر مختلف علما أن وضعه الإداري معقد وهو لم يلعب معنا سوى 20 دقيقة ولا يزال الوقت أمامه، شأنه شأن لاعبين آخرين لا يتواجدون في هذه اللائحة، لكنهم في لائحة موسعة تضم أيضا متولي الذي كان مصابا وصلاح السعيدي وياجور وقرناص وبونو والعمراني لأنه هناك أهداف متوسطة وطويلة ونحن لن نغلق الباب لكن في ظل علاقات بدون وسيط. - ما هو تقييمك لفترة عمل ثلاثة أشهر؟ من طبعي بعد مرور ثلاثة أشهر بالضبط من تولينا المسؤولية عقدنا خلالها ثلاث ندوات رئيسية أن نستعرض ما قمنا به من خلال تسليط للضوء على خمس مراحل انطلقت بإقامة معسكرين للاعبين المحليين من أجل قياس الجاهزية والإعداد لاستحقاقات قادمة ثم كانت المرحلة الثانية مباراة الحسم أمام الموزمبيق، بعد فقدان الأمل في مباراة الذهاب وتلى ذلك معسكر للمنتخب الأول مع إجراء مباراة أمام الطوغو والتي كان الهدف منها تجريبيا مع تواجد النواة الصلبة في المفكرة ثم كان معسكر للاعبين المحليين مع مباراة النيجر لنستقبل قريبا المرحلة الخامسة برنامج الإعداد الأخير بجنوب إفريقيا. خلال هذه الفترة كانت هناك معاينة ميدانية داخل وخارج المغرب مع زيارة للاعبين بالخارج بهدف توسيع دائرة الحوار وإيضاح طريقة العمل والرغبة في تشكيل منتخب وطني تنافسي ومجموعة متنافسة حيث لمسنا روحا إيجابيا ورغبة في العمل الجماعي الذي كرسناه كطاقم تقني بتواجدنا جميعا هنا. - ألاتفكر في لائحة للاعبين احتياطيين في حال وقوع إصابات؟ أعتقد أن التجربة الطويلة التي راكمتها كمساعد لهنري ميشيل ومدرب للشبان والأولمبي تجعلني أعي هذه المسألة وبطبيعة الحال هناك لائحة لاعبين احتياطيين، بل إنه ستكون عندهم نفس الألبسة التي نتوفر عليها، علما أننا نتوفر على لائحة من 30 لاعبا بحسب الاحتياجات ومراكز اللعب وبالترتيب، كما أننا مطالبون بأن نقدم لائحة من 23 لاعب نهائية في أجل أقصاه يوم 9 يناير وبالتالي فإنني لن أعلن عن لائحة اللاعبين الاحتياطيين كما أنه لا يمكنني أن أصطحب معي ستة لاعبين إضافيين لمسافة طويلة ومدة طويلة قد تصل 40 يوما. لو وصلنا للمباراة النهائية دون أن نحتاج لهم فعليا وتتضرر فرقهم ومدربيهم الذين تربطنا بهم علاقات جيدة. - ماذا عن أمسيف؟ حالة أمسيف مختلفة كليا عما سبق وهو حارس مرمى شاب، هو أول حارس مغربي بالبندسليغا وقد وقع عليه ضغط من فريقه أوغسبورغ من أنه لن يجد له مكانا حتى رفقة الفريق الرديف لأن الفريق سيجلب حارسي مرمى مما جعله يعيش ثلاثة أيام دون نوم بعد أن أعطانا موافقة مبدئية ونحن نتفهم موقفه. ووليد (يقصد مساعده الركراكي) يعلم حجم الضغوطات التي يتعرض لها اللاعبون المحترفون، كما هو الشأن بالنسبة لبنعطية الذي ضغط مديره الرياضي، لكي يحتفظ به لغاية 6 يناير ونفس الشيء بالنسبة لغرناطة مع يوسف العربي وغلطة سراي مع امرابط. - ماذا عن حرب وكلاء اللاعبين؟ هذا الأمر عاشه المدرب فاخر ولومير وفتحي جمال والرباعي، ولكننا نحن عملنا قطيعة، ولكي نعطيكم نموذجا على هذا الأمر، فالكل كان على علم بمجيئنا للندن، لكن وكيل أعمال غادر تلك المدينة بمجرد وصولنا. - هل راجعت قناعاتك بخصوص اللاعبين المحليين؟ لم أقم بأية مراجعة لأنه حتى في مباراة الموزمبيق ظل أغلب اللاعبين المحليين في المدرجات وحاليا أعتقد بأن رقم 9 محليين هام بالنظر إلى أنه في 2012 كان هناك 4 محليين بينهم حارسي مرمى. - هل هناك سلم للمنح التحفيزية؟ يوم أمس (يقصد الثلاثاء)، كانت لنا جلسة عمل مع الجامعة وبطبيعة الحال هناك ميثاق سيوقع عليه اللاعبون قبل الدخول في المعسكر الإعدادي المقبل، وبالتالي سيعلن عنها في وقتها ولن أكشف عنها اليوم. - وماذا عن عدم توجيهك الدعوة للحسين خرجة؟ نحن جميعا نحترم الحسين خرجة وبطبيعة الحال فأنا واضح، أعتمد أسلوب لعب يعتمد السرعة والعمل الجماعي وخاصة عندما يتعلق الأمر ببطولة مجمعة من عدة أيام، ثم إننا نعرف إيقاعات البطولات هناك، إذ باستثناء السعودية فإن باقي البطولات الأخرى إيقاعاتها معروفة وأنا رغم ذلك أحترم خرجة رغم أنه لم يجب على اتصالاتي. - هل لك أن تدلي بتفاصيل أكثر عما قصدته بما وقع بماربيا؟ ما وقع بماربيا أعتقد أنه يعرفه الجميع ولا يمكنني أن أتحدث عنه لأنني ساعتها لم أكن حاضرا، ولكن هناك تقرير مفصل لدى الجامعة، وحالة السعيدي نقيض ما عشناه بالنسبة لتاعرابت وكذلك مروان الشماخ الذي رغم أنه لا يدخل في منظومتي، لكونه لا يلعب حاليا طلبت أن أقابله لأتحدث معه حول المستقبل لو بدأ يمارس لكنه رفض حتى أن يلتقي بي. - وبخصوص أسامة السعيدي؟ بالنسبة لأسامة السعيدي الذي كان قد حصل على إذن من فريقه ليفربول للسفر للناظور ثم الحسيمة لمعايدة جدته المريضة فقد ضحى بيوم من إجازته من ثلاثة أيام واستقل القطار باتجاه لندن وجلس معنا «ما شي بحال شي واحد ما باغيش يشوفك» تاعرابت لم يجب على ندائي رغم محاولات من أصدقائه بلندن في ظل حديث عن مشاكل عائلية، علما أنه لم يرد على اتصالاتي، لكنه رد بالمقابل على إذاعة. - هل نادر المياغري هو الحارس الأول ولماذا يغيب فضال؟ مسألة الحارس الأول يتحكم فيها الأداء والتمارين وأنا لدي ثقة كاملة، في عمل بادو سعيد ولا يمكن أن ينكر أي أحد التجربة الكبيرة لنادر والتي اكتسبها أنس الزنيتي العام الماضي رفقة المغرب الفاسي، عندما ساهم بفوزه بالثلاثية ولا ننسى تطور أداء العسكري مؤخرا والثلاثة سيجربون حظهم، ولن يكونوا كومبارس لنادر المياغري الذي يعلم أن لديه منافسين أقوياء وكيفما كان الحال نتمنى ألا نصل لضربات الجزاء. بالنسبة لفضال فقد تعرض للأسف لإصابة من الدرجة الثانية أخرت عودته للتداريب رفقة الفتح الرباطي حيث كان لنا اتصال بمدرب اللياقة عبر صلاح لحلو. - وما سر استدعاء الشافني؟ الشافني سبق له أن استدعي من قبل للفريق الوطني وهو إنسان عنده نضج كبير وأعتقد أنه بإمكانه أن يقدم إضافة حتى لو كان احتياطيا. - هل لديك معلومات عن منافسي «الأسود»؟ بطبيعة الحال أننا نتريص لجميع منافسينا ونجمع عنهم كل جديد بالإضافة إلى أن التكنولوجيا تسمح بالتوفر على معلومات كافية عن المنافسين وهنا أنوه بالعمل الذي يقوم به جمال فتحي الذي يعمل مع الطاقم التقني بصفته مدرب محلل برمجيات يشتغل مع شركة للمعلوميات والتحليل، كما أن الصديق سمير عجام بعث لنا بتسجيل مباراة جنوب إفريقيا مع كينيا ولا ننسى 13 لاعبا محترفا بالبرتغال لدى الرأس الأخضر وثمانية لأنغولا يتقدمهم مانوشو. ونحن نركز على المباراة الأولى (الأول عليه تعول) وبعدها سنناقش كل مباراة على حدة، علما أن لكل مباراة أهميتها.
