تعود إدارة الجمارك، ابتداء من يناير القادم، للعمل بنظام «بدر» بعد أن أخفقت محاولتها الأولى في السنة الفارطة، غير أن الإعلان عن العمل ب«بدر» لا يستأصل التخوفات التي تنتاب المتعاملين مع الإدارة الجمركية. وأعلنت الإدارة العامة للجمارك والضرائب غير المباشرة، الخميس المنصرم، أنها ستشرع، ابتداء من خامس يناير 2009، في العمل بالشطر الثاني من نظامها المعلوماتي «بدر» (نظام رقمنة المعطيات الجمركية وربطها في إطار شبكة). وأفاد بلاغ للإدارة العامة للجمارك والضرائب غير المباشرة، أن هذا الشطر الجديد، الذي يمكن الولوج إليه عبر الإنترنت، ينضاف إلى الشطرين الآخرين المتعلقين بالتصريح الختامي والشروع في تعشير السلع اللذين بدأ العمل بهما تباعا شهري يناير وأكتوبر من سنة 2004. وعبر إدخالها هذا النظام حيز التطبيق، ستضع الإدارة العامة للجمارك والضرائب غير المباشرة رهن إشارة مرتفقيها وشركائها (مصدرين ومستوردين وناقلين ومستعملي المتاجر وفضاءات التعشير)، نظاما مندمجا ومعلوماتيا متطورا يتوخى حوسبة كافة مساطر التعشير. ويروم هذا النظام تقديم خدمة أفضل، ولاسيما من خلال واجهة متطورة وجذابة وخدمات متقدمة، وعبر الاستجابة لكافة حاجيات الفاعلين والمصالح الجمركية، وتوفير ظروف أفضل لمراقبة وتتبع العمليات الجمركية. وسيشكل إطلاق نظام «بدر» في نسخته النهائية، انتهاء المصالح الجمركية من العمل بشكل نهائي بنظام «صادوك»، والانتقال نحو التعشير الإلكتروني للبضائع بالمغرب. و كانت إدارة الجمارك قد حاولت قبل سنة العمل بنظام بدر، غير أن مبادرتها تلك صادفت الكثير من المشاكل، فرضت التخلي عنها مؤقتا، وتمثلت في عدم قدرته على استيعاب جميع من ولجوا للنظام من معشرين و جمارك و إدارات عمومية، الشيء الذي اضطر إدارة الجمارك إلى العودة إلى العمل بنظام صادوق، تفاديا للتأخير الذي سجل على مستوى حركة التصدير و الاستيراد. وتشير مصادر قريبة من إدارة الجمارك إلى أن العمل بالنظام الجديد لن يفضي إلى التخلي عن نظام «صادوق»، الذي سيتحفظ به مؤقتا، تحسبا للصعوبات التي قد تعترض عمل نظام «بدر»، بحيث يمكن العودة إليه في أية لحظة، رغم الاعتراف بنجاح التجارب التي خضع لها «بدر» طيلة السنة الأخيرة. و تسعى إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة، عبر اعتماد نظام «بدر» إلى إضفاء شفافية أكبر على عملية التعشير، غير أن مصادر من الإدارة تشير إلى أن ذلك لن يفضي إلى رفع وتيرة التعشير إلى مستويات تتجاوز ما هو حاصل اليوم.