لم يتأخر يونس بلهندة في مغادرة ملعب «لا موسون» بمونبوليي مساء السبت الماضي. خرج اللاعب المغربي مطأطأ الرأس وعبر الممر الأرضي المؤدي إلى مستودعات الملابس بدون أن ينتشي بالانتصار الكبير الذي حققه فريقه على أجاكسيو بثلاثة لصفر وبدون أن يأخذ الوقت ليتحدث إلى الصحافيين حول المباراة الكبيرة التي قدمها أمام أجاكسيو. بدون أدنى شك، قدم بلهندة مساء السبت الأخير واحدة من أفضل مبارياته هذا الموسم، عندما سجل واحدا من أهداف مونبوليي وساهم بشكل مباشر في تسجيل هدف آخر. مدرب مونبوليي، ريني جيرار، أبدى تعاطفه مع بلهندة، عندما قال عقب مباراة أجاكسيو: «يجب ربما أن نذكر البعض ممن كانوا في المدرجات بأن بلهندة سجل ومرر، لأني لا أعلم ما إذا كانوا قد رأوا ذلك أم لا». ساهم بلهندة بشكل مباشر في تسجيل الهدف الثاني عندما مرر لزميله كابيلا، الذي حول الكرة داخل المرمى في الدقيقة 32، وتكلف شخصيا بتسجيل الهدف الثالث، عندما راوغ أحد مدافعي أجاكسيو ورمى بكرة مقوسة من مشارف مربع العمليات في الركن الأيسر لمرمى الخصم في الدقيقة 67. بلهندة، الذي اختير الموسم الماضي أفضل لاعب واعد في الدوري الفرنسي الممتاز، لا يبدو سعيدا اليوم. لا يخفى على متتبعي الدوري أن بلهندة مر من فترة فراغ تراجع خلالها مستواه، لكن ليس وحده داخل مونبوليي من فقد المستوى اللامع الذي ظهر به الموسم الماضي. لا يتجاوز عمر اللاعب 22 سنة، والمستوى الكبير الذي ظهر به كان بمثابة سلاح ذو حدين، فالجمهور أصبح ينتظر منه المزيد، ولم يعد يسمح له بالتراجع، وهذا هو ما دفع جزءا من عشاق مونبوليي إلى التعبير عن عدم رضاهم عن مستوى بلهندة هذا الموسم. في الخامس والعشرين من نونبر الماضي، وفي مباراة مونبوليي أمام بوردو بملعب «لا موسون»، بدأت بوادر التوتر في علاقة بلهندة بجمهور مونبوليي تلوح في الأفق. في ذلك اليوم، استهدفت صافرات الاستهجان اللاعب بلهندة في كل مرة كانت تصله الكرة، وهو ما أثر كثيرا على نفسيته. بعد تلك المباراة قال بلهندة: «في إحدى الأيام يهتف الجمهور باسمك ويمنعك من الرحيل عن الفريق، وعندما يتراجع مستواك مؤقتا يطالبونك بالرحيل. فإذا كان المراد بصافرات الاستهجان دفعي إلى الرحيل، فليذهبوا إلى رئيس الفريق ويطلبوا منه ذلك». مساء السبت الماضي لم يكن بلهندة في حاجة إلى وسائل الإعلام لإبلاغ رسالته إلى جمهور مونبوليي، فبعد تسجيله للهدف الثالث توجه صوب مدرجات جمهور مونبوليي وطلب منهم التزام الصمت. بدون شك، كان بإمكان بلهندة أن يتفادى هذه الحركة، التي جاءت من ابن الدار الذي يعشق فريقه حتى النخاع، لكنها وسعت بالتأكيد الهوة بين اللاعب وجمهور مونبوليي. مدرب مونبوليي، جيرار، يقول: «كل شيء سيمر بسلام. المهم أن بلهندة قدم أشياء رائعة داخل رقعة الملعب. نعلم جيدا أنه يملك إمكانيات كبيرة، كل ما في الأمر أنه يمر من مرحلة صعبة، وهذا أمر عاد يحدث للاعبين، لكنه يعود إلى مستواه بالتدريج وأنا أثق به. إنه لاعب ممتاز، لكنه لم يصل بعد إلى درجة اللاعب الكبير، لكننا رأينا كيف أنه يقدر على تجاوز الصعاب وصنع الانتصارات». تأثر بلهندة برحيل زميله أوليفيي جيرو إلى أرسنال الإنجليزي. فاللاعبان شكلا ثنائيا رائعا في الموسم الماضي وظهر التفاهم واضحا بينهما داخل الملعب. سجل بلهندة هدفه الخامس، وعودة النيجيري أوتاكا وكابيلا سيساهمان في عودته سريعا إلى مستواه المعهود. عن «ليكيب» الفرنسية