تكاد الصراعات النقابية التي تأججت خلال الأشهر الأخيرة أن تعصف بأكبر وحدة صناعية بإقليم ابن سليمان، ومورد رزق أزيد من 2700 أسرة. ففرع شركة «ليوني» الألمانية المتخصصة في صناعة الأسلاك الكهربائية على مشارف إغلاق أبوابه وتشريد العمال والعاملات، وذلك بسبب الاصطدامات اليومية بين النقابيين الذين يتبادلون التهم والشتائم، والتي تصل إلى حد تبادل العنف باللكمات والهراوات دفاعا عما يعتبرونه حقوقهم النقابية المشروعة. بالأمس القريب تم إحداث نقابة للإسلاميين، اعتبرها فرع نقابة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل مولودا تابعا للإدارة والمخزن، أحدث بهدف إضعاف نقابة «الكدش»، وتمت محاربته إلى أن تفكك، ليظهر بعده بأشهر قليلة مولود نقابي جديد تحت غطاء الإتحاد العام للشغالين بالمغرب، وهو المولود الذي اعتبر بديلا إداريا ومخزنيا للنقابة المتفككة، وبدأت من جديد الصراعات بين النقابتين، فقد نظمت النقابتان صبيحة الأحد المنصرم لقاءين تواصليين بكل من بوزنيقة وابن سليمان، سطرت فيه كل نقابة برنامجها النضالي للتصدي لبعضهما البعض، وانتقدت كل منهما الإدارة والمسؤولين، وحملتهم عواقب تلك الصراعات، بصمتهم أو ربما بتواطئهم. وبينما أصدرت نقابة شباط بيانا اعتبرت من خلاله أن نقابة الكدش تحاول مصادرة حقها النقابي، وهددت وحذرت من صمت الإدارة والمسؤولين، اعتبر فرع الكدش الذي حضر بقوة داخل قاعة دار الشباب بابن سليمان (أزيد من 1600 عامل وعاملة)، أن المولود الجديد هو من صنع الباترونا يهدف إلى تفكيكهم، وأن مدير المجموعة يحاول زرع البلبلة وشل عمل الشركة من أجل نقلها إلى بلده تونس.