حل الناخب الوطني رشيد الطوسي، رفقة مدرب الحراس سعيد بادو والمعد البدني صلاح لحلو ضيفا على طلبة المعهد العالي للتدبير بالرباط مساء أول أمس الأربعاء، إذ بعد تقديم مدير المعهد علي السغروشني لمساره منذ النشأة بسيدي قاسم، قبل أن يتم عرض وثائقي من 5 دقائق يؤرخ لإنجازاته كمدرب رفقة منتخب الشبان وألقاب المغرب الفاسي الثلاثة وتأهل المنتخب الأول لجنوب إفريقيا 2013. وبقدر ما كان احتفال الطلبة كبيرا انطلاقا من شرفة المعهد مع رفع أعلام وطنية وفلسطينية وزغاريد ولافتة كتب عليها بالفرنسية: «نأمل فيكم .. إعادة كتابة تاريخ مغرب يبحث عن المجد»، كما قدموا له هدية عبارة عن صورة للطوسي بعدة ألوان فإن عدة أسئلة كانت مهمة. وطرح أحد الطلبة استفسارا عن الإضافة التي سيقدمها رشيد الطوسي بصفته ناخبا وطنيا، بالمقارنة مع سلفه إيريك غيريتس الذي كان بدوره ضيفا على المعهد سابقا، علما أنه كان مدربا ناجحا مع مارسيليا، لكن رفقة المنتخب الوطني لم يكن الأمر كذلك ليتساءل عن رشيد الطوسي الناخب وليس المدرب. ورد رشيد الطوسي بثقة واعترف بصعوبة مهمة الناخب الوطني مع لاعبين من مستوى عال بشكل غير يومي وأضاف:»بالنظر لتكويني الأكاديمي ولكوني أعرف جيدا كرة القدم الإفريقية بعد أن كنت مدربا منذ 1993 لمنتخبي الفتيان والشبان ثم مدربا مساعدا للفرنسي هنري ميشيل ما بين 1995 و1997 حيث كانت تجربة رائعة من خلال تنقلات لعدة بلدان مثل غانا وبالتالي أعتبر نفسي مؤهلا وأترك لكم أن تكتشفوا القيمة المضافة التي يمكن أن أقدمها». وأوضح الطوسي أنه عوض عدم قدرته ببلوغ الفريق الوطني كلاعب في ظل وجود نجوم مثل الزاكي والتيمومي وبودربالة باتجاهه للتحصيل العلمي التقني والتدبيري أيضا وقال:»منذ 1993 إلى الآن يبدو أني لم أحرق المراحل ولعل تجربة الفوز بكأس إفريقيا للشبان بمكناس 1997 لا تزال راسخة بعد احتراف 10 لاعبين من ذلك الفريق وهنا لا تفوتني الفرصة لكي أنوه بالجنرال دوكور دارمي حسني بنسليمان الذي كان رئيسا للجامعة بما أسداه من خدمة للمركز الوطني لكرة القدم» وشدد الطوسي على أنه حان الوقت لكي نتصالح مع الألقاب من خلال الحديث عن أهداف قريبة ومتوسطة وبعيدة المدى لها ارتباط بنهائيات كأس إفريقيا 2013 واستكمال تصفيات مونديال 2014 ثم كأس إفريقيا 2015 بالمغرب وبأنه يراهن على تشكيل فريق مستقبلي أيضا وفق فلسفة واستراتيجية. وتحدث الطوسي عن تدبير الموارد البشرية من خلال اختيار الطاقم التقني المساعد وفق معايير الكفاءة والثقة والتواصل من خلال التكلم بلغة واحدة. وكشف الطوسي أنه استعان بخبير مغربي في الإعداد البدني والفيزيولوجي وهو الدكتور نبيل البركاوي القادم من كندا والذي هو حائز على دكتوراة في فيزيولوجيا الأنشطة الرياضية حيث سيكون أداؤه بقيمة أكبر إبان الحاجة للاسترجاع البدني قبيل بداية البطولة. واستعان الطوسي أيضا بمدرب مغربي آخر هو فتحي جمال الذي قاد منتخب الشبان لنصف نهائي كأس العالم بهولندا 2005 لكن بمهمته الجديدة كمحلل تقني للخطط وأنظمة اللعب والإحصائيات بعد أن قرر الاعتماد على برمجيات عالمية لكن بخبرة تقنية مغربية. ولم تفت الفرصة رشيد الطوسي لكي يتحدث عن أخلاقيات مهنة المدرب في تفادي حديث مباشر عن سلفه غيريتس الذي كان يتصل به ويتشاور معه بخصوص لاعبيه بالمغرب الفاسي.