أعلنت شركة مناجم إميضر توقيع اتفاقية «صلح» مع ساكنة إميضر، التي دخلت في احتجاجات واعتصام من على قمة جبل «ألبان» في ضواحي مدينة تنغير منذ ما يقارب 15 شهرا. وقالت الشركة، في بلاغ لها، إنه تم توقيع اتفاقية، يوم أول أمس الاثنين، مع ممثلي الساكنة وحكماء المنطقة والمنتخبين والأعيان، بحضور السلطات المحلية. والتزمت الشركة بتشجيع خلق المقاولات الصغرى والمتوسطة وبمواكبة مراحل تطورها وبالمساهمة في خلق مركز الصناعة التقليدية في جماعة إميضر وتكوين شباب الجماعة في الحِرف اليدوية وتشجيع ومواكبة شباب جماعة إميضر حاملي المشاريع المُدرّة للدخل وكذلك كل التعاونيات النسائية التي تعمل في هذا الإطار. وفي ما يخص التشغيل المباشر داخل المنجم وعدت الشركة بتخصيص 30 منصب شغل آنية لأبناء الجماعة، وتخصيص 20% من مناصب الشغل القارة خلال السنوات المقبلة، حسب احتياجات الشركة، شريطة ألا يقل العدد عن 20 منصبَ شغل في سنة 2013. وقالت إنه سيتم تشغيل أبناء جماعة إميضر وفق المسطرة المُتَّبعة لتشغيل العمال في شركة معادن إميضر. وستخصص شركات المناولة 60% من مناصب اليد العاملة غير المؤهلة لشباب الجماعة عند كل عملية تشغيل (20عاملا على الأقل سنة 2012 عند شركات المناولة). كما أعلنت أنها ستلتزم بتوفير مناصب شغل موسمية للطلبة التابعين للجماعة، والذين يتابعون دراستهم في مستوى الثانية بكالوريا وما فوق أثناء العطل الصيفية، على قدْر احتياجات الشركة وطبقا للمعايير الموضوعة من طرفها ورفع عدد الموسميين بالتناوب من 12 عاملا الى 18 عاملا، مع الاحتفاظ بالطريقة المتَّبعة لتشغيلهم. وفي مجال تدبير الموارد البشرية، التزمت الشركة بحفر وتجهيز ثقب خاص بالماء الصالح للشرب وربطه بالخزّان الرئيسي للجماعة وبالمساهمة في بناء وترميم «الخطّارات» بالجماعة، على ألا يقل الإنجاز على 300 متر كل سنة خلال أربع سنوات، والقيام بدراسة هيدروجيولوجية لتقييم الموارد المائية في المنطقة (خاصة بالخطارات) وتحديد مواقع تعبئتها ودراسة الثأثيرات البينية والمساهمة في إنشاء سد تلّي سيتم انتقاؤه بعد إنجاز جميع الدراسات الخاصة به، والمساهمة في تغطية دواوير جماعة إميضر بالماء الصالح للشرب بنسبة 100%. وفي السياق ذاته، وعدت الشركة بتخفيض وعقلنة كمية الماء المُستعمَلة داخل المنجم بالاعتماد على إعادة استعمال المياه المُستعمَلة داخله، وذكرت الشركة أنها ستعتمد مشاريع تنويع الموارد المائية: التطهير السائل في المنجم والسدود التلية. وتنصّ الاتفاقية على التزام الشركة بالمساهمة في إعادة تأهيل مركز جماعة إميضر (التطهير السائل، جمع النفايات، الإضاءة، تعبيد الأزقة وصيانة الطرق الثانوية نحو الدواوير) وفق دراسة ستنجز من طرف عمالة إقليم تنغيروبشراكة مع جميع المتدخلين: المكتب الوطني للكهرباء، المكتب الوطني للماء الصالح للشرب، مندوبية التجهيز، المجلس الإقليمي وجماعة إميضر. وستساهم شركة مناجم إميضر في اقتناء شاحنة لجمع النفايات في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي سيتم تسييرها من طرف الجماعة القروية. كما وعدت الشركة بالمساهمة في إصلاح وإعادة تأهيل القصبة القديمة في مركز إميضر واستعمالها كمتحف للحرف التقليدية المتعلقة بمعدن الفضة. ووعدت بإعادة تأهيل المركز الصحي للجماعة وتزويده بالمُعدّات والتجهيزات الضرورية وتعيين الشركة طبيبا لمدة ثلاثة أيام في الأسبوع في المركز الصحي لإميضر وبالمساهمة في تكوين أربع فتيات في المجال الصحي، لتلبية خصاص المركز الصحي لإميضر، وبتنظيم قوافل طبية في جميع الاختصاصات، حسب احتياجات الدواوير البعيدة، والمساهمة في علاج بعض الحالات الخاصة والمكلفة كالأمراض المزمنة (القلب -القصور الكلوي) ومنح (200 ألف) درهم سنويا في إطار دعم الجمعيات التي تتكلف بتسيير النقل المدرسي داخل الجماعة، مع مراجعة هذا المبلغ في حالات الخصاص، وإعادة تأهيل المراحيض في المؤسسات التعليمية وتوزيع الدراجات على المتمدرسين القاطنين في الدواوير البعيدة التي لا تتوفر على النقل المدرسي، حسب الوضعية الاجتماعية للمستفيد، واقتناء مستلزمات الدخول المدرسي أو المساهمة في اقتنائها (الكتب المدرسية والمحافظ) لتلاميذ الجماعة. وفي إطار إستراتيجيته في مجال احترام البيئة، أورد منجم إميضر أنه خصص استثمارات جد مهمة، بإدخاله تقنيات إنتاجية وتكنولوجيا عالمية لتحسين الإنتاج وحسن تدبير البيئة، وهو بصدد إنجاز دراستين، تتعلق الأولى بدراسة التأثير والثانية ببرنامج بيئيّ يهدف إلى الحصول على شهادة «إيزو». وتشير الشركة إلى أن كل الدراسات التي أنجِزت أثبتت انعدام أيِّ تأثير لاستغلال الثقب المزودة للمنجم على المياه السطحية (الخطارات) في الدواوير المجاورة، وذكّرت بأنها تحرص على تقنين وترشيد استغلالها في جميع مرافقها الصناعية.