كشف نبيل بنعبد الله، وزير السكنى والتعمير والتنمية المجالية، توجه الحكومة إلى اعتماد مقاربة جديدة في معالجة أحياء الصفيح، التي ما تزال موجودة وسط عدد من المدن الكبرى، مثل الرباط والدار البيضاء. وتقوم المقاربة الجديدة، وفق بنعبد الله، على «التدخل في عين المكان عبر إعادة إسكان الأسر القاطنة في الإحياء المعنية في وحدات سكنية جديدة تشيد فوق الأوعية العقارية التي توجد فوقها الأحياء الصفيحية حاليا».. وتأتي المقاربة الجديدة كرد فعل على رفض الأسر القاطنة في أحياء صفيحة في عدد من المدن، مثل العاصمة الرباط، إعادة الإسكان خارج العاصمة. ويقدر عدد الأسر المعنية بهذه المقاربة في الرباط وحدها ب»6 آلاف أسرة». وأفاد بنعبد الله، في ندوة صحافية عقدها صبيحة أمس الاثنين، على هامش ندوة دولية في موضوع «القضاء على مدن الصفيح: تحَدٍّ عالميّ لسنة 2012»، أن أن المغرب أنفق في السنوات الثمانية الماضية أزيد من 25 مليار درهم لتنفيذ سياسته في مجال محاربة السكن غير اللائق، مؤكدا أن المغرب يحتاج إلى مزيد من الإمكانيات للقضاء على هذه الظاهرة. وأوضح الوزير نفسه أن القطاع العام يظل الأكثرَ نشاطا على صعيد محاربة السكن غير الصفيحي، إلى جانب المشاريع المنفذة بموجب اتفاقيات شراكة بين القطاعين العام والخاص. وأثنى بنعبد الله كثير على شركة التهيئة «العمران» بوصفها «الآلية العمومية لتنفيذ السياسات السكنية». ورغم أن المغرب فشل في كسب رهان القضاء على السكن الصفيحي بحلول السنة الجارية، فإن جون كلوز، المدير العام المساعد لمنظمة الأممالمتحدة والتنفيذي لبرنامج المنظمة الخاص بالمستوطنات البشرية، أكد أن «المغرب أنجح قصة في مجال محاربة السكن الصفيحي في العالم». وأفاد المسؤول الأممي أن إجمالي المغاربة القاطنين في دور الصفيح انتقل من 30 في المائة قبل سنوات قليلة إلى 13 في المائة فقط في الوقت الراهن. وشدد الأمين العام المساعد للأمم المتحدة على ضرورة اهتمام الدولة بتصميم المدن بشكل جيد لتفادي تنامي وانتشار السكن غير اللائق في الحواضر. كما طالب بابتكار آليات جديدة وإبداع سياسات تجعل الوحدات السكنية المشيدة خصيصا لمواجهة السكن الصفيحي قريبة ما أمكن ذلك من مراكز المدن. وينتظر أن يصدر في ختام الندوة الدولية سالفة الذكر، التي سيسدل الستار على أشغالها مساء غد الأربعاء، بيان نهائيّ يحمل اسم «تصريح الرباط»، يعلن 2020 سنة كسب التحدي العالمي للقضاء على مدن الصفيح. وتعرف هذه الندوة مشاركة 20 دولة الأكثر تميزا في مجال محاربة السكن الصفيحي على الصعيد العالمي، إلى جانب 20 دولة إفريقية أخرى وجهت لها الدعوة في إطار التعاون «جنوب -جنوب». وأشارت وزارة السكنى والتعمير والتنمية المجالية، في تقرير خاص عن التجربة المغربية في مجال القضاء على السكن الصفيحي، إلى أن إجمالي الأسر المغربية المستفيدة «البرنامج الوطني لمدن بدون صفيح»، الذي انطلق رسميا في 2004، وصل إلى 326 ألفا و327 أسرة، موزعة على 85 مدينة. وأضاف المدصر نفسه أن البرنامج مكن منذ إطلاقه في 2004 من إعلان 45 مدينة بدون صفيح من أصل 85 مدينة معنية بالمشكل.