شكل البرنامج الوطني مدن بدون صفيح موضوع لقاء عقد يوم الاثنين 28 فبراير بالرباط ضم العديد من أطر وزارة الإسكان والتعمير والتنمية المجالية وفي مقدمتهم المندوبون والمفتشون الجهويون، وقد أنصب النقاش على حصيلة البرنامج المذكور حتى شهر فبراير 2011 وطبيعة الإكراهات والصعوبات التي تعترض تنفيذ هذا البرنامج والآفاق التي تنتظره على المستوى القريب. وأكد مصدر من داخل هذا اللقاء أن المشاركين نبهوا إلى ضرورة التغلب على الصعوبات التي يواجهها هذا البرنامج، حيث لوحظ خلال الشهرين الأولين من السنة الجارية نقص في الأوراش وفتور في وتيرة الإنجاز وضعف على مستوى المراقبة، محذرين من الأخطار التي باتت تهدد هذا البرنامج الهيكلي الذي جاء ليضمن السكن الكريم لشرائح عريضة من المواطنين ويخرجهم من الأوضاع المتردية التي ظلوا يتخبطون فيها لسنوات طويلة. وأبرز المصدر المذكور أن المشاركين في هذا اللقاء الذي ترأسه توفيق حجيرة وزير الإسكان والتعمير والتنمية المجالية إلى جانب عبد السلام المصباحي كاتب الدولة أشاروا في تدخلاتهم إلى أن بلادنا شهدت خلال المدة الأخيرة زيادة غير مسبوقة في عدد البراريك. وأوضح المشاركون في اللقاء أنه عوض الاتجاه نحو القضاء على السكن الصفيحي بفضل المجهود الذي بذلته الدولة وباقي الأطراف المتدخلة، لوحظ ارتفاع عدد الأسر المستهدفة ببرنامج مدن بدون صفيح، حيث انتقل من 270 ألف أسرة برسم سنة 2004 إلى 342 ألف و740 أسرة إلى حدود شهر فبراير 2011، أي أن عدد الأسر الجديدة التي التحقت بالقاطنين في أحياء الصفيح بلغ حوالي 72 ألف و740 أسرة، بنسبة ارتفاع تصل إلى 27% منذ إطلاق البرنامج وحتى الآن، وهمت عملية تفريخ براريك جديدة عدة مدن منها الدارالبيضاء والرباط وسلا ومكناس والمحمدية وغيرها. وأكد المشاركون في اللقاء أن دخول مصالح وزارة الداخلية على الخط قد يساهم في الحد من هذه الظاهرة التي تؤخر تحقيق الأهداف المنتظرة من البرنامج الوطني «مدن بدون صفيح» الذي يندرج في إطار إعلان الألفية للأمم المتحدة الهادف إلى تحسين عيش 100 مليون نسمة من سكان الأحياء الهشة والصفيحية عبر العالم في أفق سنة 2020، وربّما أثرت عودة ظاهرة «البراريك» سلباً على المكتسبات التي حققها المغرب خلال الفترة الأخيرة، حيث صنف مركز الأممالمتحدة للمستوطنات البشرية بلادنا في الرتبة الثانية عالميا بعد أندونسيا في مجال المجهودات المبذولة لتحسين أوضاع قاطني السكن غير اللائق. ويستفاد من المعطيات والأرقام المقدمة خلال اللقاء المذكور أن الأسر المعنية بالبرامج المنتهية أو الموجودة في طور الإنجاز عند متم سنة 2010 بلغت ما مجموعه 227 ألف و 600 أسرة مما يعني أن نسبة تقدم البرنامج الوطني مدن بدون صفيح بلغت حوالي 70% وتتوزع 164 ألف و 700 أسرة استفادت فعلا من البرنامج و 39 ألف أسرة معنية بوحدات شبكة في طور الإنجاز، و 23 ألف أسرة معنية وحدات سكنية منجزة تنتظر التّرحيل، وبلغ عدد الأسر المتبقية 98 ألف و 400 أسرة أيْ ما يعادل نسبة 30% من مجموع الأسر المستهدفة بالبرنامج. والتي بلغت بعد التحيين 326 ألف أسرة تتوزع على 85 مدينة ومركز حضري. وتفيد المعطيات أنه تم حتى الآن الاعلان عن 43 مدينة بدون صفيح وأن سنة 2011 قد تعرف الاعلان عن 26 مدينة بدون صفيح تهم 98 ألف و 430 أسرة وأن سنة 2012 وما بعدها قد تعرف الإعلان عن 16 مدينة أخرى بدون صفيح تشمل حوالي 104 ألف أسرة إلا أن تحقيق ذلك يبقى رهيناً بمدى وفاء الأطراف المتعاقدة بالتزاماتها المتضمنة في عقود المدن المغربية بالبرنامج.