أعلن فؤاد الدويري، وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة، أن المغرب، الذي يعتبر حاليا مستهلكا صغيرا للغاز، يرغب في زيادة حصة هذه المادة ضمن باقته الطاقية، بسبب «توفره» في الأسواق و«نظافته» و«تكيفه» مع الطاقات المتجددة. وقال الدويري، في تصريحات صحفية، على هامش مشاركته يوم الجمعة بباريس في أشغال المنتدى الوزاري الثالث حول الغاز المنظم بالاشتراك مع منتدى الطاقة الدولي والاتحاد الدولي للغاز، «نعتقد أنه من المناسب زيادة حصة الغاز ضمن باقتنا الطاقية». وأضاف أن ذلك «سيتم على الخصوص من خلال مشروع لإنشاء محطة للغاز الطبيعي المسال مع شبكة للتوزيع»، مشيرا إلى أن ذلك يشكل «استثمارا مهما يعتزم المغرب إنجازه بشراكة بين القطاعين العام والخاص». وقال إنه يتعين إنشاء المحطة في منطقة الجرف الأصفر قرب مدينة الجديدة. وأشار الوزير إلى أنه بعد وضع التصور العام يوجد المشروع حاليا في مرحلة الدراسة التفصيلية، وسيتطلب إعداد إطار قانوني، موضحا أنه يجري حاليا وضع مشروع قانون لتنظيم هذا القطاع. وقال إن المغرب استدعي، باعتباره عضوا في منتدى الطاقة الدولي، للمشاركة في هذا اللقاء، الذي يضم مسؤولين على مستوى الحكومات والوكالات الدولية المكلفة بالطاقة والغاز، إضافة إلى مسؤولي الشركات العالمية الكبرى الفاعلة في القطاع. وينعقد هذا المنتدى في وقت يشهد فيه سوق الغاز تغييرات جد هامة بعد اكتشاف الغاز الصخري في الولاياتالمتحدة، مما عزز احتياطاتها وإنتاجها وفتح أمام هذه المادة آفاقا للتطور. وركزت أغلب النقاشات في هذا المنتدى على الشروط التي تمكن من تطوير الغاز ضمن باقة الطاقة، لتأمين تموين الأسواق وضمان استقرارها. ومن بين النقاط التي تم تسجيل توافق حولها، هو حاجة الغاز، خصوصا الغاز الطبيعي المسال، لاستثمارات كبيرة لتطويره لدى المنتج وأيضا لدى المستهلك، المدعو هو الآخر إلى إقامة محطات لإنتاج الغاز المسال وإنشاء أنابيب لتوزيعه. ونتيجة لذلك يتطلب تطوير هذه السوق تعاونا كبيرا بين البلدان المنتجة وبلدان العبور وتلك المستهلكة. وتشمل قاطرة ذلك التعاون ضرورة إبرام عقود استيراد طويلة الأمد، مع إمكانية إعادة التفاوض بشكل دوري. كما أبرز المشاركون أهمية الاستفادة من الغاز في توليد الكهرباء للحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكاربون، خاصة أن الغاز أنظف من كافة أنواع الوقود الأحفوري الأخرى، وأكدوا، في هذا الصدد، على ضرورة المرونة في استعمال الغاز، وهو الأمر الذي سيجعله أكثر ملاءمة لتكملة الطاقات المتجددة. ولاحظ المشاركون أنه في إطار الباقة الطاقية المستقبلية، من المتوقع أن يشهد استعمال الغاز اتساعا ملحوظا، خاصة في ظل المخاوف التي أصبح يثيرها استغلال الطاقة النووية بعد كارثة فوكوشيما باليابان.