واجهت قوات الأمن، مساء أول أمس الأربعاء، مسيرة طلابية سلمية في شارع بن خلدون، المحاذي لكلية الآداب في بني ملال. وأصيب العشرات من الطلبة إصابات متفاوتة، كما أصيب العديد من المواطنين في التدخل الأمني، الأول في حق الطلبة على عهد والي الأمن الجديد، الذي أشرف شخصيا على تفريق المحتجين. وكادت الأوضاع تنفلت في حي «أولاد حمدان»، بعد احتجاجات من بعض المواطنين الذين تعرّضوا لإصابات في مكان التدخل، حيث لم يفرق رجال الأمن بين الطلبة والمواطنين.. وقد عاينت «المساء» مواطنين دخلوا في ملاسنات مع رجال الأمن بعد منعهم من فتح محلاتهم التجارية وإصابة بعض مُستخدَميهم بالذعر نتيجة التدخل الأمنيّ المفاجئ، كما عاينت إصابات كثيرة وسط الطلبة والطالبات، الذين احتموا بالمساكن والمحلات التجارية المحيطة بكلية الآداب. وفي الوقت الذي أكد الطلبة تعرُّض حوالي 100 طالب وطالبة لإصابات، منها كسور مختلفة، واعتقال زملاء لهم وإطلاق سراحهم، بعد تنظيم مسيرة ثانية بعد السادسة من مساء أول أمس الأربعاء، نفت مصادر أمنية حدوث أي اعتقالات وسط الطلبة. وفي سياق متصل، أصدر فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بيانا ندد فيه ب»القمع الوحشيّ الذي قامت به قوات القمع»، ويستنكر «هذا التعامل اللاإنساني». وأعلن بيان فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان «تضامنه مع الطلبة والطالبات والمواطنين ضحايا العسف والانتقام». وكانت لجنة من الجمعية المغربية لحقوق الانسان قد زارت الطلبة المصابين والمواطنين الذين أصيب أحدهم إصابة بليغة في العين اليسرى وبكسر في الأنف، وأعلنوا باسم الجمعية مآزرتهم للمواطنين، الذين يعتزمون رفع شكايات ضد قوات الأمن. وكان طلبة كلية الآداب في بني ملال قد أعلنوا، في وقت سابق، عن ملفهم المطلبيّ، الذي حددوه في ثلاثة محاور توزعت بين التربوي والاداريّ والاجتماعي، وخرجوا في مسيرة احتجاجية في الشارع العامّ بعد تعثر حوارهم مع إدارة الكلية، قبل أن يعترض مسيرتهم التدخُّل الأمنيّ.