ما زالت التحضيرات جارية على قدم وساق داخل حزب الأصالة والمعاصرة استعدادا للمؤتمر الوطني الذي من المرتقب أن تحتضنه مدينة الرباط أو بوزنيقة في شهر يناير المقبل، حسب مصادر من المكتب السياسي لحزب صديق الملك. هذه الأخيرة كشفت أن «جميع مسؤولي الحزب قرروا إيقاف كل النشاطات الموازية في هذه المرحلة والتركيز على التحضير للمؤتمر». أعضاء حزب الأصالة والمعاصرة موزعون هذه الأيام بين أقاليم المملكة في لقاءات مارطونية تجمعهم بالممثلين المحليين لحزبهم. فبعد اللقاءات المحلية التي نظموها بكل من جهة الرباط وجهة الشاوية وجهة تازة أزيلال، طيلة الأسابيع الماضية، كانوا أول أمس الإثنين على موعد مع المتعاطفين والأعضاء والمنتخبين لجهة مكناس. وحسب مصادر مشاركة في اللقاء، فإن الأمر يدخل في إطار اللقاءات التواصلية التحضيرية للمؤتمر الوطني. وأضافت نفس المصادر أن «الهدف الأساسي هو التعرف على أعضاء الحزب وهيكلة الجهات والتداول في القانون الأساسي الذي سيعرض في أشغال المؤتمر». في نفس الوقت، لم يؤكد أو ينفي أي واحد من أعضاء المكتب السياسي للأصالة والمعاصرة الذين اتصلت بهم «المساء» خبر احتمال وصول عدد المشاركين في مؤتمر يناير المقبل إلى 2500 شخص، وهو ما اعتبرته مصادر من داخل الحزب نفسه «أمرا مبالغا فيه»، وفسرت ذلك بقولها: «إننا الآن ما زلنا في مرحلة وضع آليات الكتابة الجهوية على المستوى الوطني وتدارس البنية التنظيمية على المستوى الجهوي». وأضافت: «بعد القيام بهذا العمل، يمكن آنذاك إعطاء صورة حول عدد المشاركين في المؤتمر». «عملية الاندماج هي الشيء الصعب الآن»، هذا التصريح جاء على لسان مسؤول بحركة لكل الديمقراطيين، رفض الكشف عن اسمه، قبل أن يستطرد قائلا إن هناك «تعثرات كبيرة والاندماج لم يكتمل بعد». أما بخصوص الأوراق التي ستقدم إلى المؤتمر، فإن الورقة الوحيدة التي يتداولها أعضاء الحزب حاليا هي القانون الأساسي. ولم تستبعد بعض المصادر «الاشتغال على ورقتين إضافيتين: الورقة السياسية، والتنظيمية»، كما أنه وإلى حدود الآن «لم يتم الحسم في طريقة انتخاب الأجهزة»، حسب نفس المصدر. في المقابل، نفت نفس المصادر خبر التحاق أحزاب جديدة بحزب الهمة وقالت: «هذا الأمر غير وارد مطلقا ومستبعد في هذه المرحلة». وعما إذا كانت هناك اتصالات بين حزب الأصالة والمعاصرة وأحزاب أخرى، أفادت المصادر بأن هناك «فقط الاتصالات العادية في إطار التحالفات البرلمانية، لكن الجديد هو أننا نشتغل على التنسيق على مستوى تكوين مكاتب المجالس البلدية في 2009». في نفس الصدد، أكد أعضاء من المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة أن صديق الملك «سيكون هو الأمين العام للحزب عوضا عن حسن بنعدي». وأضاف الأعضاء أن «جميع المنخرطين يتمنون أن يكون فؤاد عالي الهمة هو الأمين العام لحزبهم، والأمر غير مستبعد. غير أن النقاش لم يتبلور بعد في هذه النقطة». للإشارة، فإن المنتخبين الجماعيين لحزب الأصالة والمعاصرة سينظمون لقاء مع المكتب السياسي يوم 20 دجنبر الجاري ببوزنيقة.