الرباط محمد الرسمي أعلن محمد الأشعري تراجعه عن وضع ترشيحه لمنصب الكتابة الأولى لحزب الاتحاد الاشتراكي ساعات قبل إغلاق باب الترشيحات، الذي كان مقررا منتصف أمس الثلاثاء، وهو ما قرأ فيه المتتبعون توجها منه نحو دعم ترشيح فتح الله ولعلو للكتابة الأولى للحزب، ضدا على رغبة زميله في المكتب السياسي علي بوعبيد، الذي كان يضغط خلال الأيام الماضية في اتجاه تقديم مرشح يمثل الثلاثي الغاضب محمد الأشعري، علي بوعبيد والعربي عجول. وكانت بعض المصادر قد تحدثت عن نشوب نزاع بين بوعبيد وعجول حول خطوة التقدم بمرشح لمنصب الكاتب الأول للحزب، إذ إنه في الوقت الذي أصر فيه الأول على التقدم بمرشح من بين الثلاثة لسباق الكتابة الأولى، كان الثاني يدفع باتجاه دعم ترشيح ولعلو، خاصة بعد الأخبار التي تم تداولها بخصوص دخول الوزير الأول الأسبق عبد الرحمن اليوسفي على الخط، وإعلانه دعم فتح الله ولعلو لقيادة سفينة الاتحاد خلال السنوات المقبلة، إضافة إلى كون الثلاثي لا يتمتع بأي امتداد تنظيمي داخل قواعد الحزب، بسبب ابتعاده مدة طويلة عن المهام التنظيمية داخله. وبرر الثلاثي رسميا قرار عدم التقدم بمرشح لمنصب الكتابة الأولى للحزب ب«غياب الشروط العملية لتحقيق نقلة نوعية في مسار الحزب، بحكم أن التوجه السائد حتى الآن لا يسمح بإحداث حد أدنى من القطيعة مع الماضي، ولا يحضر الشروط الكفيلة بتحديث الحزب وباستعادة دوره ومكانته، إضافة إلى عدم الاستجابة لمطالبنا بالانفتاح على منخرطين جدد وفتح حوار مع مناضلي اليسار، بما يسمح بتكوين قاعدة جديدة وذات مصداقية، تساعد المؤتمر على تجديد القيادة في شروط ديمقراطية تجيب عن تحديات المرحلة». وأضاف البلاغ الذي وقعه الأعضاء الثلاثة، والذي توصلت «المساء» بنسخة منه، أن التنافس على قيادة الحزب تم إفراغه من كل مضمون سياسي يعيد الاعتبار للأفكار والمشاريع، ويسمح بتعاقد واضح بين القيادة والقاعدة، «رغم انكبابنا لمدة طويلة على وضع بديل سياسي لعرضه على أنظار المؤتمرين، في محاولة لإخراج الحزب من المأزق الذي يوجد فيه منذ سنوات، ولإعطاء التنافس داخل الحزب بعدا جوهريا يتعلق بالمشاريع السياسية وليس بالأشخاص». وكان أحمد الزايدي آخر المرشحين الذين قدموا ترشيحهم رسميا إلى الكاتب الأول قبل منتصف يوم أمس بقليل، ليلتحق بذلك بكل من فتح الله ولعلو، الذي وضع ترشيحه يوم السبت الماضي، وبإدريس لشكر والحبيب المالكي اللذين وضعا ترشيحيهما بداية الأسبوع الجاري إضافة إلى محمد الطالبي، ليصبح السباق خماسيا حول كرسي الكتابة الأولى للاتحاد. وكشفت مصادر اتحادية أن المرشحين لمنصب الكتابة الأولى سيبدؤون حملاتهم الانتخابية بداية الأسبوع المقبل، وهي الحملات التي ستجرى تحت إشراف اللجنة التحضيرية ويمولها الحزب، «حيث سيكون جميع المرشحين حاضرين في التجمعات الانتخابية من أجل التواصل مع قواعد الحزب، وقد لجأنا إلى هذه الطريقة حتى نتفادى ما حصل خلال انتخاب الأمين العام لحزب الاستقلال، مثلا، لضمان ولوج كافة المرشحين إلى المناطق المختلفة». ومع حسم لائحة المرشحين النهائية، انطلقت حرب التموقعات بين المرشحين، في ظل ترقب الوصول إلى دور ثان، حيث بدأ الحديث عن تقارب خلال الأيام الماضية بين أنصار إدريس لشكر والحبيب المالكي، لكن هذا التقارب نسف بسبب الأحداث التي شهدتها مدينة صفرو من خلال مهاجمة أنصار الأول للمالكي خلال زيارته للمدينة، «وهو ما يعني أن إدريس لشكر في حالة وصوله إلى الدور الثاني، سيجد نفسه في مواجهة مرشح مدعوم من باقي المرشحين الذين أقصوا من الدور الأول للانتخابات».