الرباط المهدي السجاري حالة من التأهب تعيشها وزارة الثقافة والمديريات التابعة لها بعدما أصدر وزير الثقافة، محمد أمين الصبيحي، مؤخرا، تعليمات صارمة بإجراء تقارير دقيقة لحضور الموظفين، بعدما أثير مؤخرا من أخبار عن وجود 600 موظف شبح، أغلبهم من الفنانين المشتغلين في الوزارة والمؤسسات التابعة لها، بالرغم من نفي وزير الثقافة في ندوة صحفية عقدها يوم الاثنين الماضي وجود هذا العدد «المبالغ فيه» حسب تعبيره. وعلمت المساء من مصدر مسؤول من وزارة الثقافة أن «جميع المديريات والمصالح والأقسام منكبة على إعداد ملفات حول الموظفين المشتغلين لديها، تتضمن مسارهم التكويني والمهام التي يمارسونها ومستوى تقيدهم بالحضور والالتزام بأوقات العمل، وعندما ستتوصل الوزارة بهذه الملفات ستقوم بمقارنتها مع اللائحة التي تتوصل بها من وزارة المالية، وستقوم بالتطبيق الصارم للقانون في حق الأشخاص الذين تبين من خلال تلك المعطيات قيامهم بتجاوزات في الحضور للعمل خارج ما يسمح به القانون». وأوضح المصدر ذاته أن «قانون الفنان يتضمن في أحد بنوده أن الموظفين لهم الحق في الاشتغال في الميدان الفني، دون أن يكون لذلك تأثير سلبي على مردودهم في الإدارة التي يشتغلون لديها، لكن هناك مجموعة من التجاوزات بسبب استغلال البعض لهذا البند بشكل غير مسؤول، إذ يوجد من الفنانين من يأخذ ساعة أو ساعتين أو خمس ساعات في الأسبوع من وقت عمله في الإدارة لممارسة نشاطه الفني، بشكل يحافظ على مصداقية الإدارة، وهناك من يستغل وقت العمل في نشاطه الفني على حساب الإدارة، وهو الشيء الذي ليس بالمقبول». وكان وزير الثقافة، محمد أمين الصبيحي، قد تطرق في ندوة صحفية، عقدها يوم الاثنين الماضي، للأخبار التي تحدثت عن وجود 600 فنان شبح يشتغلون لدى وزارة الثقافة والمصالح التابعة لها. وبالرغم من التأكيد على أن الرقم بعيد عن الحقيقة، على اعتبار أن عدد الموظفين التابعين للوزارة لا يتجاوز 1200 موظف، فإنه لم ينف وجود تجاوزات من الموظفين الذين يمارسون أنشطة أخرى في الحقل الفني، مؤكدا أن الوزارة بدأت في تطبيق مجموعة من الإجراءات لضبط حضور الموظفين من أجل إعادة الأمور إلى نصابها.