سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جنازة امرأة تجمع مستشاري الملك ومتخاصمين من اليسار واليمين وإسلاميين معتقلون من داخل السجن شاركوا في جنازة آسية الوديع ومواطنون سلموا شكايات للهمة والمريد
لم تخرج جنازة الناشطة الحقوقية أسية الوديع، أو «ماما أسية» كما يحلو للجميع تسميتها، التي ووري جثمانها الثرى، أول أمس السبت، بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء، عن مسار حياتها، حيث سار، في مراسيم تشييع جنازتها جنبا إلى جنب، مستشارو الملك واليساريون والإسلاميون واليمين ورجال المال والأعمال وبسطاء الناس وهم يذرفون الدموع جميعا على فراق سيدة، كانت تعتبر السياسة فعل الممكن للتخفيف من معاناة الكثير من المحتاجين. وطيلة لحظات التشييع، اختفت كل الخلافات السياسية والخصومات بين الشخصيات الحاضرة، حيث جلست في بيت الفقيدة وقبل انطلاق مراسيم الجنازة مستشارة الملك زليخة الناصري إلى جانب نبيلة منيب، رئيسة الحزب الاشتراكي الموحد، لإلقاء النظرة الأخيرة على سيدة جعلت كل حياتها في خدمة الضعفاء والمساكين من أبناء هذا الوطن. وفي جو من الحزن والآسى، تم تشييع الجنازة بحضور وفد مهم على رأسه مستشاران ملكيان هما فؤاد علي الهمة وزليخة نصري، ووزير الفلاحة، عزيز أخنوش، ووزيرة التضامن والأسرة بسيمة الحقاوي ومصطفى الرميد، وزير العدل، وإدريس جطو، رئيس المجلس الأعلى للحسابات، وحفيظ بن هاشم، المندوب العام لإدارة السجون، و مصطفى الباكوري، رئيس حزب الأصالة والمعاصرة، ونبيلة منيب، رئيسة حزب الاشتراكي الموحد، وعبد الرحمان اليوسفي، الوزير الأول السابق، إضافة إلى الياس العمري، عن الأصالة والمعاصرة، وإدريس اليزمي، رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، ومحمد اليازغي، وزير الدولة الأسبق، والمناضل بنسعيد آيت إيدر، إضافة إلى شخصيات سياسية واقتصادية واجتماعية، كما عرفت الجنازة حضور مجموعة من السجناء، الذين أصروا على تشييع أسية الوديع، نظرا للعلاقة التي كانت تربطهم بها. واستغل بعض المواطنين حضور المستشار الملكي، فؤاد علي الهمة، ووزير العدل، مصطفى الرميد، لتسليمهما بعض الشكايات والمظالم. يذكر أن أسية الوديع طيلة فترات حياتها استطاعت أن تحافظ على علاقة ود واحترام وحب مع جميع الأطياف والألوان السياسية، فلم يحصل يوما أن دخلت في خصومة سياسية مع أي جهة، كانت تؤمن دوما أن المهم قبل الخلافات السياسية هو العمل الميداني ومع الجميع للتخفيف من معاناة المظلومين والمسجونين.