فجّر فؤاد الصحابي المحلل بقناة «ميدي 1 تي في» والمدرب السابق لفرق أولمبيك أسفي والوداد وشباب المسيرة وأولمبيك خريبكة، قنبلة من العيار الثقيل، عندما كشف أن مجموعة من لاعبي البطولة الوطنية يتعاطون للمنشطات، ويخربون أجسادهم ويعرضون حياتهم للخطر، وأن هذا الأمر يفرض التعامل مع الموضوع، بما يلزم من جدية حماية لأرواح اللاعبين، وصونا للممارسة الكروية. الصحابي الذي نزه الراحل جواد أقدار اللاعب السابق لحسنية أكادير عن تعاطي مثل هذه المواد، واصفا إياه ب»اللاعب الخلوق» والمنضبط والذي يعرف ما له وما عليه، بتصريحه هذا يكون قد أماط اللثام عن ملف مسكوت عنه في البطولة «الاحترافية»، وكشف عن واقع مؤلم يحتاج إلى من يواجهه بكل الصراحة الممكنة، وليس بحجب الشمس بالغربال، وطي الصفحات ب»اللي عطا الله»مهما كانت قاسية أو مؤلمة. تصريحات الصحابي الذي يعرف بلا شك ما يقول، يمكن أن نضيفها للتصريحات المؤلمة التي أدلى بها مصطفى مديح مدرب حسنية أكادير، أول أمس الإثنين، للبرنامج المميز «بطولتنا» الذي يقدمه الزميل نوفل العواملة على قناة «ميدي1 تي في». لقد كشف مديح بألم وهو الذي درب مجموعة من الفرق في المغرب وخارجه، أن واقع الطب الرياضي في المغرب ليس على ما يرام، وأن الوضع في مجموعة من الفرق مزري، وأن ذلك يعرض الكثير من فلذات أكبادنا إلى الخطر. لقد بدا مديح وهو يتحدث، كمن ينزف دما، وهو يعري الواقع الأليم، ويضع بالتالي مسؤولي الفرق والقائمين على الشأن الكروي أمام مسؤولياتهم الجسيمة. ما الذي يمنع جامعة كرة القدم أن تولي الاهتمام للجانب الطبي في الفرق، علما أن أهم شيء في الممارسة الكروية هو اللاعب، وبالتالي يجب حمايته من الخطر، وما الذي يمنع الجامعة كذلك من أن تلزم الفرق بضرورة التوفر على عيادة طبية مجهزة، بأحدث الآليات، علما أن ما أهدرته الجامعة من مال على المنتخبات الوطنية وعلى المدربين الأجانب، كان من شأنه أن يوفر إمكانيات مالية مهمة للفرق؟ وما الذي يمنع أيضا من إجراء فحوصات المنشطات للاعبين، خصوصا وأن عددا منهم يتعاطون موادا محظورة، بوعي أو بدون وعي؟ لقد رحل العديد من اللاعبين المغاربة في ريعان الشباب، ودفنوا ودفنت الحقيقة معهم، وظلت الكثير من الأسئلة معلقة بلا أجوبة، ومع كل وفاة يفتح صنبور الأسئلة، لكنه سرعان ما يغلق، لتطرح الأسئلة نفسها مرة أخرى وتظل حياة اللاعبين في خطر، فمتى يتم وقف النزيف؟