احتضنت قاعة المحاضرات والندوات في مقر مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية في وجدة، يوم الأربعاء، 17 أكتوبر 2012، لقاء تواصليا جهويا حول برامج محاربة الأمية والتربية غير النظامية، نظمته الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين للجهة الشرقية، تنفيذا للعمليات المبرمجة في مخطط العمل الجهوي في مجال محاربة الأمية والتربية غير النظامية وتثمينا لحدث حصول بلادنا على «ميزة الشرف» لجائزة «كونفوشيوس» لمحو الأمية برسم سنة 2012، الممنوحة من طرف «يونيسكو»، ومن أجل تكثيف التعبئة التشاركية لمواصلة الجهود المبذولة للارتقاء ببرامج محو الأمية والتربية غير النظامية في الجهة الشرقية. وأشار محمد السكناوي، رئيس قسم الدراسات والتخطيط في مديرية محاربة الأمية في وزارة التربية والوطنية في الرباط، إلى أن «حصول المغرب جائزة «كونفوشيوس» لمحو الأمية ب»ميزة الشرف» برسم سنة 2012 جاء في نطاق المجهودات المبذولة من طرف المغرب في هذا المجال منذ أزيدَ من 10 سنوات، والتي تركز، بشكل أساسي، على نوع وطبيعة الإستراتيجية المُعتمَدة وطبيعة المتدخلين في هذا المجال، ثم «لعمق التصور في هذا المجال، لأن هناك ربطا في مجال محو المية بالمجهود التنموي الذي تقوم به بلادنا على جميع الأصعدة، إذ لا يمكن تحقيق تنمية متواصلة وحقيقة مع وجود نسبة كبيرة من الأشخاص الذين لا يعرفون الكتابة والقراءة والحساب». وأوضح أن هذا المجال عرف تقدما مضطردا في المغرب، حيث سجل المركز سنة 2004 نسبة 43 في المائة من الأمية، لكن هذه النسبة تقلص اليوم (2012) إلى حوالي 30 في المائة، فيما يُطمح إلى تقليصها إلى أقل من 10 في المائة مع نهاية سنة 2016، وهي نسبة مقبولة من الناحية الدولية. حصيلة مشجعة وتوقعات طموحة من جهته، اعتبر سامح درويش رئيس المركز الجهوية لمحاربة الأمية والتربية غير النظامية في الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين للجهة الشرقية، اللقاء مناسبة للتواصل ومناقشة الحصيلة والاطلاع على المستجدات والتوقعات الطموحة في هذا المجال، كما كان لحظة احتفاء بمحمد الخياطي، أحد رؤساء المركز المتقاعدين في نيابة وجدة. وبلغ عدد المسجلين في برامج محو الأمية، في مختلف مناطق الجهة الشرقية 59423 في موسم -2009 2010، مقابل 60467 في موسم -2010 2011، فيما بلغ عددهم 61323 في موسم 2011 -2012، ومن المنتظر أن يبلغ عددهم 70 ألفا في الموسم الجاري (-2012 2013). وبلغ عدد الناجحين 39370 في موسم -2009 2010، مقابل 42142 في موسم -2010 2011، بينما بلغ عددهم 40341 في موسم -2011 2012. أما عدد الاتفاقيات في برامج محو الأمية فبلغ 74 في موسم 2009/2012، مقابل 50 في موسم 2010 -2011، فيما بلغ عددهم 99 خلال موسم 2011 -2012. ومن المنتظر أن يبلغ عددهم 100 في الموسم الحالي. حصيلة التربية غير النظامية على مستوى برامج التربية غير النظامية، بلغ عدد المسجلين 2893 في موسم -2009 2010، مقابل 3033 في موسم -2010-2011، فيما بلغ عددهم 3659 في موسم -2011 2012، ومن المنتظر أن يبلغ 4470 ألفا في الموسم الحالي (-2012-2013). أما عدد الاتفاقيات في برامج التربية غير النظامية فبلغ 27 في موسم -2009 2010 مقابل 29 خلال موسم -2010 2011، فيما بلغ عددهم 50 في موسم -2011 2012، ومن المنتظر أن يبلغ عددهم 60 في الموسم الحالي. مبادرات جهوية تتعمق تشمل المشاريع المجدّدة في مجال التربية غير النظامية، بدعم من الوكالة الإسبانية للتعاون الدولي، مشروع إدماج أطفال التربية غير النظامية عبر التكوين بالتدرج في طور التجربة في وجدة، ومشروع إدماج أطفال التربية غير النظامية في المدرسة عبر الدعم الاجتماعي في تاوريرت، ومشروع إدماج أطفال التربية غير النظامية في المدرسة، عبر الإدماج الاجتماعي في بركان، ومشروع إدماج أبناء الرحّل في مدرسة جماعاتية في فكيك، ومشروع إدماج أطفال التربية غير النظامية عبر أنشطة مدرة للدخل في طور التجربة في جرادة، ومشروع القسم- الورشة لإدماج أطفال التربية غير النظامية في سوق الشغل أو في التكوين المهني قي الناظور. وتجدر الإشارة إلى أن مشروع «جماعات بدون أمية» بدعم الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين للجهة الشرقية تستهدف مواطني ومواطنات الجماعات المستهدفة الأميين أقل من 55 سنة، حيث تبلغ الكلفة الإجمالية للمشروع 5.623.000 درهم (350 درهما ككلفة فردية) خصص منها سنة 2012 مبلغ 2.143.650 درهما. وتتوخى أنشطة المشروع تنظيم لقاء جهويّ تواصلي لتدارس سبل إعطاء انطلاقة المشروع (180 مشاركا) وتنظيم لقاءات تعبوية محلية في الجماعات السبع المستهدفة ووضع مخططات محلية للتدخل، وتوفير العدة التواصلية (لافتات، ملصقات).. وانتقاء الجمعيات والتعاونيات الشريكة وتوقيع اتفاقيات الشراكة معها ووضع برنامج لتتبع تنفيذ المشروع وتنظيم لقاء جهوي لتقييم نتائج المشروع.
برنامج ما بعد محو الأمية يتم انتقاء الجمعيات الشريكة على الصعيد المركزي تبعا لطلب العروض والمشاريع التي تتقدم بها هذه الجمعيات، والتي تهدف -بعد محو الأمية- إلى ترسيخ المكتسبات السابقة للمستفيدين خلال التكوين الأساسي، عبر تكوينهم لمدة 200 ساعة (داخل القسم) وفق منهاج «التكوين التكميلي والإدماج السوسيو -اقتصادي للنساء» أو منهاج آخر تقترحه المديرية وفق الخصوصيات المحلية لمناطق تدخل الجمعية وتطوير الكفايات المكتسبة وربطها بالاستجابة لانتظارات وحاجيات المستفيدين والمستفيدات، والحيلولة دون «ارتداد» المتحررين من الأمية إليها وربط ما بعد الأمية بمحاربة الفقر والهشاشة، عبر تأهيل المستفيدين لتعاطي مهنة أو لخلق أنشطة مدرّة للدخل وتجريب منهجيات جديدة في تعليم الكبار وتكوين الشرائح ذات الاحتياجات الخاصة، مع تطوير وسائل ديداكتيكية جديدة خاصة بمرحلة ما بعد الأمية، وتنظيم المستفيدين بعد نهاية التكوين في إطار تعاونيات للمساهمة في التنمية المحلية وخلق أنشطة مدرة للدخل (AGR) بمساعدة شركاء آخرين لفائدة 10% -على الأكثر- من المستفيدين، خاصة المتفوقين المحتاجين منهم . إكراهات ومقترحات من الإكراهات التي تم تسجيلها عدم استقرار منشطي ومنشطات التربية غير النظامية ومحدودية جاذبية برنامج الفرصة الثانية ومحدودية أدوات ووسائل التتبع الميداني ومحدودية الاعتمادات. وعلاقة بالموضوع، سجل ميلود رزوكي، رئيس جمعية التعاون والتنمية والثقافة، باسم النسيج الجمعوي في الجهة الشرقية، بعض السلبيات، تتعلق بتأخر الأشطر المالية المرصودة للمشروع وما جاء به التعديل في الشراكات خلال انعقاد المجلس الإداريّ وعدم منح الجمعيات حجرات في المؤسسات التعليمية والمساجد لتنفيذ برامجهم وممارسة أنشطتهم في هذا المجال، وهو الوضع الذي يؤثر على صيرورة التعليم. وانصبّت المقترحات على تكثيف الدورات التكوينية من أجل الارتقاء بجودة الأداء والعمل على الرفع من جاذبية برامج تقوية، من خلال الاشتغال مع الجمعيات الشريكة على مشاريع متكاملة العناصر، وتقوية وسائل وأدوات تتبع ومواكبة البرامج المنجزة وربط مشاريع محاربة الأمية بالحاجيات المهنية والتنموية للمستفيدين.