عزف معظم سكان مدينة ابن سليمان، خلال الأسابيع الأخيرة، عن شرب مياه المكتب الوطني للماء الصالح للشرب، بعد أن تغير طعم ولون الماء، وانتشرت إشاعات مختلفة تفيد بأن المياه ملوثة وسامة. وفضل السكان اللجوء إلى المياه المعدنية التي تباع داخل محلات البقالة، أو اقتناء مياه بعض العيون المعروفة بضواحي المدينة، كعين الرمان وعين الشعرة، والاكتفاء باستعمال مياه المكتب الوطني في التنظيف والاستحمام والسقي. وانتشرت بسرعة البرق خلال الأسبوع الجاري إشاعة تفيد بأن جثث بعض الأفارقة من دول جنوب الصحراء، تم رميها داخل الحوض المائي (الخزان) الذي يزود المدينة بالمياه، وأن «كل الجهات التزمت الصمت تجاه هذه الجريمة الإنسانية والكارثة البيئية»، هذه الإشاعة تم التأكد من عدم صحتها من طرف كل الجهات المسؤولة إقليميا، والتي أكدت أنها «كذبة» الهدف منها استنفار كل المعنيين من أجل تنقية وتطهير الماء الشروب، الذي أكد مجموعة من المواطنين أنه تسبب لهم ولأطفالهم في عدة أمراض (الحمى، الإسهال...). من جهته، أقر مسؤول بالمكتب المحلي للماء الصالح الشرب، في تصريح ل«المساء»، بأن المياه الموزعة في الآونة الأخيرة عرفت تغييرا في الطعم، موضحا أن السبب يعود إلى تكاثر الطحالب أو ما يعرف ب« ظاهرة التخاصب»، التي قال إنها تظهر عادة في بحيرة السدود، مشيرا إلى أن تزويد المدينة بالماء الشروب يتم عبر مأخذ مباشر من قناة أبي رقراف انطلاقا من محطة معالجة مياه سد محمد ابن عبد الله بالرباط . واعتبر الظاهرة أمرا طبيعيا، بسبب ارتفاع درجة الحرارة وقلة التساقطات المطرية، بحيث تتكاثر فيها الطحالب التي تفرز مواد تغير طعم الماء دون أن يؤثر ذلك على صحة المستهلك، وأضاف المسؤول ذاته أن المكتب واجه هذه الظاهرة بعدة وسائل، أولها إيجاد حل بيولوجي عبر إدخال كمية كبيرة من أسماك الشبوط الصيني المفضض، المعروف باستهلاك الطحالب، إلى جانب حقن الهواء في طبقات مياه البحيرة من أجل تهويتها، واستعمال المواد المعالجة لطعم الماء كالفحم المنشط الخ... وأكد المسؤول المحلي أن المياه الموزعة تستجيب لكل المعايير الوطنية الخاصة بالجودة ولا تشكل أي تأثير أو تهديد لصحة المستهلك، بحيث تقوم الفرق المحلية والجهوية والمركزية عبر مختبراتها القارة