أحبطت مصالح الأمن في مدينة سلا محاولة «شنق» عرافة خطط لها سلفيان يعتنقان أفكارا متطرفة في حي «الانبعاث» الشعبي، حسب مصدر أمني. وكشفت مصادر مطلعة أن العناصر الأمنية باغتت المتهمين وهما يهمّان بدخول منزل العرافة ومعهما جميع المعدّات اللازمة لتنفيذ جريمتهما، ومن بينها «مشنقة» جاهزة وقناعان وسكين من الحجم الكبير، ليتم اعتقالهما وسط حالة من الذهول بعد اكتشافهما أن مصالح الأمن كانت على علم بمخططهما.. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن الأمر يتعلق بشخص يبلغ من العمر 17 سنة وشريكه البالغ من العمر 27 سنة، توقف أحدهما في دراسته عند حدود السنة الثانية من الباكلوريا، والثاني في مستوى الإعدادي، وهما جاران للعرافة، حيث يقيمان في نفس الحي. وذكرت المصادر ذاتها أن المتهمَيْن تعرّفا على بعضهما منذ مدة، خلال ممارستهما مهنة «بائع متجول» وتقاسما نفس الأفكار المتطرفة، قبل أن يُحوّلا العرّافة إلى «هدف»، بعد أن أصبحت هذه الأخيرة موضوعا لنقاشاتهما نتيجة توافد عدد من الزبناء عليها، الأمر الذي رأى فيه المتهمان «منكرا يجب تغييره» من خلال «الفيئ»، حيث اعتبرا أن قتلها والتصرف في أموالها «الحرام»، من خلال توزيعها على الفقراء أمر جائز. وأشارت المصادر نفسها إلى أن الاجهزة الأمنية عمدت إلى تكثيف التحريات حول المتهمَين، بعد أن بلغ إلى علمها أن أفكارهما المتطرفة وصلت إلى مرحلة التنفيذ، حيث تم فرض مراقبة لصيقة على الحيّ من قِبَل عناصر أمنية عملت بشكل سرّي، وهو ما مكّن من إحباط عملية الإعدام التي كان المتهمان ينويان تنفيذها. وعلمت «المساء» أن عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية دخلت عل خط البحث في هذه القضية من اجل التحقيق فيها وكشْفِ أي خيوط قد تقود إلى امتدادات أخرى لهذين العنصرين، في الوقت الذي استمعت مصالح الشرطة القضائية في سلا إلى العرافة. وكان بلاغ صادر عن وزارة الداخلية قد أعلن إلقاء القبض على شخصين ينتميان إلى «التيار السلفي الجهادي» أثناء محاولتهما الهجوم على مسكن إحدى العرافات. وجاء في البلاغ أنه «في إطار المجهودات المتواصلة التي تبذلها المصالح الأمنية لمحاربة الجريمة الإرهابية، وبناءً على معلومات دقيقة٬ تمكنت المصالح الأمنية في مدينة سلا من إلقاء القبض على فردين ينتميان إلى التيار السلفي الجهادي أثناء محاولتهما الهجوم على مسكن إحدى العرافات في هذه المدينة». وأوضح البلاغ أنه «تم ضبط الموقوفين وفي حوزتهما سكينان من الحجم الكبير وقناعان ومطرقة وحبلان، أحدهما معَدّ للشنق، وكذا معدات أخرى لتسهيل عملهما الإجراميّ».