الرباط محمد أحداد بعد أيام قليلة على النقاش الساخن الذي عرفته الدورة الرابعة عشرة للمجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة عقب الهزيمة التي تلقاها في الانتخابات التشريعية الجزئية بكل من طنجة ومراكش، كشفت مصادر مطلعة أن أعضاء من برلمان الحزب يقودون ما أسمته مصادرنا «خطا تصحيحيا» داخل الحزب، مضيفة أن هذه الحركة بدأت تتبلور بشكل ملفت بعد انتخاب أعضاء المكتب السياسي للحزب خلال الشهر الماضي. وأوضحت المصادر ذاتها أن هذه الحركة يتزعمها القيادي السابق في المكتب السياسي سمير أبو القاسم، خاصة أنه وجه انتقادات حادة إلى أداء المكتب السياسي أثناء تدخله في دورة المجلس الوطني الأخيرة للحزب، مبرزة أن أبو القاسم لديه ملاحظات كثيرة على الطريقة التي تم بها انتخاب قيادة الحزب، علاوة على انتقاده الصريح لأداء الحزب بعد انعقاد المؤتمر الاستثنائي الأخير ببوزنيقة. فيما أكدت مصادر أخرى أن حسابات السقوط والنجاح في المكتب السياسي ما تزال إلى حدود الآن مستبعدة. في السياق نفسه، لم تستبعد مصادرنا أن يكون سمير أبو القاسم مدعوما من طرف صلاح الوديع، الذي لوحظ غيابه أكثر من مرة عن الأنشطة التي ينظمها الحزب، مؤكدة أن جزءا من التيار اليساري غاضب من الطريقة التي يسير بها الحزب بقيادة كل من مصطفى بكوري، الأمين العام للحزب، وإلياس العماري، رئيس اللجنة الوطنية للانتخابات. فيما تحدثت المصادر ذاتها عن وجود مجموعة من البرلمانيين الغاضبين من تسيير دواليب الحزب إبان الفترة الأخيرة. وأكدت مصادرنا أن انسحاب كل من صلاح الوديع والحبيب بلكوش من أنشطة الحزب يطرح أكثر من علامة استفهام حول عودة حمى حرب التيارات، التي كان يعاني منها الحزب منذ إنشائه على يد فؤاد عالي الهمة. وفي الوقت الذي يسعى جزء من المكون اليساري في حزب الأصالة والمعاصرة إلى رسم خط جديد للحزب بسبب ما أسمته مصادرنا «انحرافات يعرفها الحزب»، أكدت نفس المصادر على أن الطاهر شاكر، البرلماني عن الحزب، الذي سبق له أن رسب في امتحان المكتب السياسي، ما يفتأ يوجه انتقادات لاذعة إلى المكتب السياسي، ومرد هذه الانتقادات، حسب مصادرنا دائما، وجود خلاف كبير بينه وبين إلياس العماري زميله في نفس الحزب حول التوجهات العامة ل»الجرار». وعلق عضو من المكتب السياسي، رفض الكشف عن هويته، بالقول إن «هذه الخلافات ضرورية للدفع بالحزب إلى الأمام ونرحب بأي انتقاد يستهدف تصحيح أوضاع الحزب، والمكتب السياسي مستعد لتوجيه النقد الذاتي، والأخ العماري تحدث عن ذلك بشكل جلي خلال انعقاد دورة المجلس الوطني الأخيرة»، مضيفا في اتصال هاتفي مع «المساء» أن «البام مؤسسة حزبية حقيقية، ويتسع صدرها لكل الاختلافات شريطة أن لا تدفع في اتجاه الإضرار بصورة الحزب».