سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«فتنة» في الحج.. القرضاوي يطلب من 3 ملايين حاج الدعاء على إيران بالدمار السعودية ترفع درجة التأهب وانقسام وسط الحجاج المغاربة وبنحمزة يرد: الحج مكان للهدوء
في خطوة غير منتظرة، فجر الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين فتنة كانت نائمة عندما عندما وجه نداء إلى أكثر من 3 ملايين حاج بأن يدعوا على إيران بالدمار في خطبة جمعة ألقاها أمس بقطر. وقال القرضاوي العالم الشهير مخاطبا النظام الإيراني: «إن الله سيدمركم في القريب، وأنا أطلب من ثلاثة ملايين حاج أن يدعوا على بشار ونظامه وجيشه وإيران وحزب الله وروسيا والصين، بأن يدمرهم الله». ورفعت السلطات الأمنية السعودية من درجات التأهب والحذر خوفا من ردود أفعال الحجاج الشيعة الإيرانيين الذين يقارب عددهم 80 ألفا حاج، خصوصا وأن إيران كانت قد هددت قبل أيام بقيام بالاحتجاج خلال موسم الحج الحالي فيما يعرف لدى الشيعة ب«مراسم البراءة من المشركين»، حيث يشرعون في سب أمريكا وإسرائيل ومن يواليهم. وهو الطقس الذي تسبب سنة 1987 في مواجهات دامية بين الحجاج الإيرانيين والسلطات الأمنية السعودية، وتسبب في سقوط المئات من القتلى والجرحى، الشيء الذي جعل إيران تقاطع موسم الحج ثلاث سنوات. ووصف القرضاوي في خطبته نظام أحمدي نجاد بأنه أفظع من نظام الشاه الذي أطاحت به الثورة الإيرانية سنة 1979، وقال: «ليس لهذا أسقطتم الشاه. أنتم أظلم منه لأن الشاه لم يقتل شعبا وأنتم تقتلون السوريين». ولم يسلم حزب الله اللبناني الشيعي من هجوم القرضاوي في هذه الخطبة، حيث قال إن «حزب الله يقتل المواطنين السوريين» في إشارة منه إلى مشاركة عناصر من الجناح العسكري لحزب الله إلى جانب الجيش النظامي السوري في مواجهته للثوار السوريين. وزاد القرضاوي من حنقه على الإيرانيين وحزب الله، عندما قال إن «الإيرانيين الشيعة وحزب الله اللبناني لديهما خطة في إقامة إمبراطورية فارسية»، وعلق على ذلك قائلا: «ما لهذا دعا الخميني». بالمقابل أشاد القرضاوي بأمير قطر على المجهودات التي يقو بها لصالح القضايا العربية، كما أشاد أيضا بحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا الذي قال إنه يساند الشعب السوري في محنته، وإنه «أسقط طائرة سورية واعترض أخرى روسية كانت محملة بالأسلحة والذخيرة وبالخبراء العسكريين. وفي أول رد مغربي على خطبة القرضاوي، أبدى الشيخ مصطفى بنحمزة، عضو المجلس العلمي الأعلى، اعتراضه على هذه التصريحات وقال في اتصال مع «المساء»: «إن موسم الحج يجب أن يبقى بعيدا عن الخلافات المذهبية بين المسلمين، ولا يجب أن يزج به في أي صراع. كما أن الأماكن المقدسة هي للهدوء والأمن والاطمئنان الروحي» وأضاف بنحمزة قائلا: «المشروع الشيعي تتجاوز خطورته ما يحدث الآن في سوريا، لأن ما يحدث في سوريا ما هو إلا مرحلة من المراحل. لذلك فإن مواجهة الخطر الشيعي يجب أن تكون عن طريق نشر العقيدة السنية بالتربية والتعليم وليس بخلف الفوضى في الأماكن المقدسة». وأحدث خطبة الجمعة انقساما وسط الحجاج المغارية الذين يقدر عددهم بأكثر من 30 ألف حاج، ذلك أن بعض وجد نفسه في حرج حقيقي ولا يعرف ما إذا كان سيدعو على الإيرانيين أم لا خاصة أن القرضاوي له مكانة ونفوذ وسط المسلمين، فيما لازالت وزارة الأوقاف لم تصدر أي موقف بهذا الخصوص.