نجحت مصالح الأمن الوطني بابن سليمان، مؤخرا، في إخماد مواجهات عنيفة كادت تكون دامية بين حوالي سبعين شابا وقاصرا جاؤوا من ثلاثة أحياء سكنية شعبية، وشلوا حركة المرور والتجول داخل الحي المحمدي والشوارع المجاورة له. وتمكنت من مطاردة وإيقاف 35 مشتبه فيه، وهم 32 شابا تتراوح أعمارهم ما بين 18 و22 سنة، وثلاثة قاصرين من بينهم فتاتان. هذا وقد تم الاستماع إلى المجموعة المعتقلة وأخذ صور ومعلومات لكل واحد منهم، وإطلاق سراح 28 منهم بعد الإمضاء على تعهد بعدم العود، فيما تم الاحتفاظ بسبعة تحت الحراسة النظرية، إلى حين تقديمهم للعدالة، علما أنه يوجد ضمن المعتقلين، المتابعين بالسكر العلني البين وإحداث الضوضاء بالشارع العام، قاصر مبحوث عنه بتهمة السرقة الموصوفة، وشاب مبحوث عنه بتهمة تكوين عصابة إجرامية والضرب والجرح، كان ضمن المجموعة التي روعت المصطافين بشاطئ بوزنيقة خلال شهر غشت الأخير، بعد أن شارك في مواجهات دامية، خلفت إصابات مختلفة. وعلمت «المساء» أن العناصر الأمنية حلت بكامل أجهزتها وعتادها من أجل تفريق الشبان المنتمين لأحياء المحمدي والفرح والحي الحسني، والذين انتظروا إلى حين انتهاء لقاء مباراة ريال مدريد وأجاكس امستردام، حيث كانوا يتابعون المباراة داخل المقاهي المجاورة. وأكدت مصادر «المساء» أن المواجهة كانت محددة من قبل، وأن مجموعة من الأسر بالحي المحمدي، تفادت التبضع أو التجوال ليلا، خوفا مما قد تسفر عنه هذه المواجهات، كما منعت أطفالها من الخروج، وأوضحت المصادر أن المواجهات كانت بسبب نزاع (شبه قبلي)، اندلعت بسبب تعرض بعض الشبان ليلة الثلاثاء الماضي لاعتداء من طرف شبان من حي آخر. والتي انتهت بالتهديد والوعيد، وقرروا إعادة المواجهة، بتعزيزات بشرية من الأحياء السكنية التي ينتمون إليها. ولم تتوصل مصالح الأمن الوطني بأية شكاية تفيد بتعرض مواطنين للاعتداء أو السرقة تحت التهديد، خلال المواجهات التي دارت داخل الحي المحمدي وامتدت إلى شارع الحسن الثاني، بررها بعض المواطنين بتخوفهم من انتقام الجناة وأسرهم، أو بحكم علاقات الجوار التي تربط بعضهم ببعض. وتوصلت «المساء» بعريضة احتجاجية، تطالب بتوفير المزيد من الأمن داخل بعض الأحياء السكنية، مؤكدين أن حالة الضوضاء التي أرعبت ساكنة الحي المحمدية والجوار، كان وراءها شبان ومراهقون، بعضهم منحرفون ومدمنون على المخدرات والأقراص المهلوسة، وأن مجموعة منهم كانت تحمل أسلحة بيضاء، وأنهم كانوا يلوحون بها في وجه المارة وباقي الشبان المتجولين داخل أزقة الحي. مضيفين أنهم تمكنوا من إخفائها بعد أن حلت عناصر الأمن الوطني، التي حضرت في الوقت المناسب وتمكنت من إجهاض ما خططت له الفئات المنحرفة.