الرباط المهدي السجاري دخل بضع عشرات المعطلين، المنتمين إلى التنسيق الميدانيّ للأطر العليا المعطلة، عصر أول أمس الثلاثاء، في إضراب إنذاري عن الطعام لمدة 48 ساعة، احتجاجا على رفض الحكومة الاستجابة لمطلب الأطر المعطلة بالإدماج المباشر في أسلاك الوظيفة العمومية. وحذرت الأطر المضربة عن الطعام الحكومة من «استمرار تجاهل المطلب الأساسي بالتوظيف المباشر»، وأن ذلك سيؤدي إلى تمديد فترة الإضراب عن الطعام لتصبح إضرابا مفتوحا، يتزامن ودخول الأطر العليا المعطلة في أشكال تصعيدية أكثر «خطورة». واعتبر التنسيق الميداني، في مراسلة توصلت «المساء» بنسخة منها، أن «هذه المعركة رسالة واضحة إلى من يهمّه الأمر بأنه لم يعد للأطر من خيار، خاصة بعد إغلاق باب الحوار، إلا النضال من أجل انتزاع حقوقها العادلة والمشروعة، والمتمثلة في الإدماج المباشر أساسا». وسجلت الأطر أن «التوظيف المباشر هو المدخل الذي يضمن الوظيفة لأبناء الشعب المغربي الذين لا جاه لهم ولا سلطة ولا وساطة، خاصة في الوقت الذي استفحلت الزبونية والمحسوبية والمحزوبية والقرابة العائلية كمحددات في التوظيف، في حين تتجاهل الحكومة مطالبَ أطر التنسيق الميدانيّ التي تطالب بتفعيل المرسوم الوزاريّ الاستثنائي، الذي بموجبه تم توظيف 4304 إطار معطل العام الماضي». وأوضحت أن «اعتماد حلول جزئية تشمل فئة دون أخرى من الأطر العليا المعطلة سيواجَه بالدخول في أشكال تصعيدية خطيرة، لذا نحمّل كافة المسؤولية للجهات المسؤولة عما قد يترتب عنه من الأشكال النضالية المعلنة وغير المعلنة»، مستنكرة في السياق ذاته التعاطيّ الأمنيَّ للحكومة مع مطالب الأطر المحتجة. إلى ذلك، سجل عبد الحفيظ قدوري، عضو المكتب التنفيذيّ للأطر العليا المعطلة، في اتصال ب«المساء» من داخل مقر الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، أن «هذا الإضراب عن الطعام لمدة 48 ساعة ليس إلا خطوة أولى في اتجاه أشكال احتجاجية أكثر تصعيدية، بعد أن دخل التنسيق الميدانيّ للأطر العليا المعطلة، منذ ثلاثة أسابيع، في سلسلة من الخطوات التصعيدية». وأكد أن «معركة الأمعاء الخاوية ليست آخر الأوراق، كما أن الأيام المقبلة في شوارع الرباط ستكون «خريفا عاصفا» للرد على الحكومة، التي ترفض تنفيذ التزامات نظيرتها السابقة مع الأطر العليا المعطلة، كما أن هذه الأشكال الاحتجاجية ستشمل أيام عيد الأضحى، لأنه لم يعد أمامنا من سبيل سوى الاستمرار في الاحتجاج إلى حين الاستجابة لمطلبنا المشروع».