ترجمة*: رضى زروق إنه القائد، ولا يحتاج المرء لأن يشاهد شارة عمادته ليعرف ذلك، فتكفي رؤيته وهو يوجه زملاءه داخل الملعب ويصرخ بصوت عال يسمع من بعيد. من يرى المشهد سيعتقد أن أحمد القنطاري (27 سنة) يرتدي شارة عمادة فريق بريست منذ زمن بعيد. لكن الواقع شيء آخر، فاللاعب أمضى موسما عسيرا العام الماضي، ففي شهر ماي من العام الماضي خضع اللاعب للعلاج بسبب تمزق «وتر أشيل»، وعندما بدأ يعود بالتدريج إلى الممارسة، رحل مع المنتخب المغربي في يناير الماضي إلى كأس أمم إفريقيا بالغابون وغينيا الاستوائية. وبعد عودته من «الكان» اكتشف القنطاري أنه خسر مكانته داخل بريست. في موسم 2011-2012 لم يلعب القنطاري سوى تسع مباريات كرسمي، لكن المدرب لاندري شوفان لم يتردد في أن يجعل منه لاعبا محوريا في فريقه. «كنا سعداء بعودته إلى الفريق لأن ذلك كان سينقذنا»، يقول مدرب بريست الذي حل بالنادي في شهر يونيو. إصابة المدافع زيبينا، جعلت القنطاري يتحمل ثقل المسؤولية و»يحارب» طيلة الأسابيع الأربعة الأخيرة من أجل الفريق، كما عثر على دور يناسب شخصيته تماما. يقول مدرب بريست: «أي ناد رياضي يحتاج إلى قائد يملك شخصية قوية وكاريزما، وأحمد يملك هذه المواصفات بالفطرة، فهو يؤثر في المجموعة. عندما غاب عنا لمباراتين تلقينا أربعة أهداف»، وأضاف: «من دونه يبدو واضحا أن هناك غيابا للتواصل داخل رقعة الملعب». حتى عندما كان احتياطيا لم يكن القنطاري يلتزم الصمت، لكن عندما صار عميدا للفريق زاد تأثيره على المجموعة بشكل واضح. زميله في الفريق بروني غروجي يقول: «القنطاري هو ذلك الفرد الذي نسمع صوته أكثر. وحتى خارج وقت التدريب تجده يوجه شبان الفريق ويتحدث إليهم». ربما يعود السبب إلى كون القنطاري لم يتلق نفس الدعم عندما كان شابا في مركز تكوين باريس سان جيرمان، وبعدها داخل نادي ستراسبورغ، قبل أن يوقع لبريست عام 2007. «أتقرب من هؤلاء الشبان حتى يشعروا بدعم معنوي ويعرفون أن هناك من يقف خلفهم ويريد لهم مستقبلا زاهرا»، يقول القنطاري المعروف بصلابته وبروحه التضامنية. مدرب نادي بريست لا يتردد في الإشادة باللاعب المغربي، فهو يعتبره من أفضل المدافعين الموجودين حاليا في الدوري، غير أنه يتمنى أن تتحسن سرعة لاعبه حتى يصير أكثر اكتمالا. يقول القنطاري بهذا الخصوص: «أعلم جيدا أنني لم أكن يوما لاعبا يملك السرعة، لكني أعوض ذلك بأشياء أخرى من قبيل حسن التمركز وقراءة المهاجمين»، وهو الأمر الذي يتفق حوله المدرب شوفان، الذي أكد أن القنطاري لاعب ذكي لأنه يعرف كيف يخبئ عيوبه. عن «ليكيب» الفرنسية