عاش رضوان العلالي لاعب الوداد البيضاوي السابق على إيقاع كابوس طرد النوم من جفونه، بعد أن أصبح مهددا هو وأسرته الصغيرة بالإفراغ من شقته، بعد أن رفعت الشركة العقارية المالكة للمسكن قضية أمام المحكمة تطالب فيها لاعب الوداد بإفراغ الشقة التي يقطن بها بسبب عدم تسديد المبالغ المتفق عليها لمدة طويلة، وباشرت الشركة إجراءات الدعوى بعد أن عجز فريق الوداد عن الوفاء بالتزامات سابقة مع المنعش العقاري. وحين ضاقت الأحوال باللاعب، وفي ظل عدم التوصل إلى تسوية للملف، لجأ رضوان إلى ملك البلاد، أملا في الخروج من الضائقة التي شغلت أسرته وجعلتها تعيش يوميا حالة من الخوف والترقب، وبعد أيام ظهر مستجد في الملف بعد أن زار موفدون من القصر منزل اللاعب العلالي وربطوا الاتصال بالمنعش العقاري وحولوا تعاسة الأسرة إلى انفراج. في هذا الحوار يحكي رضوان العلالي ل"المساء" تفاصيل ضائقة انتهت بتدخل ملكي. - ما هو أصل الحكاية؟ حين كنت لاعبا لفريق الوداد البيضاوي، اتفقت مع الرئيس على تمديد تعاقدي مع الفريق مقابل التزامه بتسديد الأقساط الشهرية لشقة في إقامة الموحدين التي يملكها أحمد المرنيسي، حصل الاتفاق بيننا على أن يتولى النادي أداء مبلغ مالي شهري فضلا عن الدفعة الأولى، فعلا تم توقيع هذا التعهد وتسلمت مفاتيح الشقة والوثائق التي تمنحني حق امتلاك هذا المسكن الذي يأوي أسرتي الصغيرة، سكنت لمدة 15 سنة دون أن أعرف بأن الوداد لم يلتزم بما تم الاتفاق عليه، قبل أن أفاجأ بأن الملف يوجد في دواليب المحكمة وأن الشركة المالكة للعقار تطالبني بتسديد الأقساط غير المؤداة أو الإفراغ مع الأداء، كانت كل المؤشرات تسير في اتجاه صدور قرار الإفراغ، لأن موقف المرنيسي كان قويا والوداد لم يلتزم وأنا وأسرتي من يؤدي الثمن، حينها ضاقت بي السبل وبدأت أبحث عن حلول. - لماذا لم تتصل بإدارة الوداد البيضاوي لعرض المشكل، خاصة وأن الرئيس الأسبق قد التزم بتسديد الأقساط؟ في كرة القدم ليست هناك استمرارية للمؤسسات، حين يأتي رئيس جديد يلغي كل قرارات سابقه ويقول إنه غير ملزم بتطبيقها، لهذا لم أتصل بإدارة الوداد تفاديا لنقاش عقيم، فمن غير المنطقي أن أطلب من الرئيس الحالي عبد الإله أكرم البحث عن حل لمشكل حصل قبل 15 سنة، لهذا فضلت البحث عن مسالك أخرى كي لا أضيع وقتي في استجداء مسؤولين لا علم لهم بالقضية ومنهم من لا يعرف العلالي أصلا. - لكن مر زمن طويل على تجميد الأقساط ألم تبحث عن حلول أخرى أن تسدد الأقساط مما وفرته من احترافك في سلطنة عمان أو تدريبك لنهضة الزمامرة؟ لعبت 15 سنة في صفوف الوداد وتدرجت عبر مختلف الفئات العمرية وساهمت في كثير من الألقاب التي أحرزها الفريق، كما أنه استفاد ماديا من انتقالي إلى الخليج العربي حيث كنت كان المسؤولون ينالون حصة الأسد من صفقات احترافي، فعندما وقعت عقدا مع نادي اتحاد جدة كان نصيب الوداد 80 في المائة من إجمالي العقد، معنى هذا أن نصيبي هو الفتات فقط، نفس الشيء حصل حين احترفت في نادي الاتحاد القطري، لكن رغم ذلك سددت حوالي 30 مليون سنتيم من عائدات عقد انتقالي للاتحاد السعودي، ثم إنني أعيل أسرة موسعة عدد أفرادها يصل إلى 25 فردا وما تقاضيته في سلطنة عمان أو أولمبيك آسفي أو نهضة الزمامرة سددت به ديونا مستحقة. - كيف أخذت القضية منحى آخر وتحولت إلى استعطاف موجه لملك البلاد؟ حين أقرأ في الصحف الوطنية عن المبادرات الإنسانية لجلالة الملك محمد السادس استحضر مشكلتي، وكلما سمعت أخبارا عن تدخلات ملكية سامية لحل مشاكل رياضيين وفنانين ومبدعين بصفة عامة، وحتى أشخاص عاديون لجأوا إليه، إلا وازداد إيماني بأن الملك هو الخلاص والملاذ، يضيق المجال هنا للحديث عن حالات كان موقف جلالته كأب عطوف على شعبه حاسما فيها كمضياف وتيكوتا وابن ابراهيم وفرس وغيرهم من الأسماء التي يضيق المجال لسردها لأن عددا كبيرا من الحالات ظلت طي الكتمان، في إحدى الليالي كنت أناقش المشكل مع زوجتي وابنتي وداد لأنني اعتد إشراك أسرتي في كل القضايا المتعلقة بي، فاقترحت اللجوء إلى جلالة الملك باعتباره الملاذ الأخير بعد الله سبحانه وتعالى، على الفور حررت رسالة طالبت من خلالها حلا لمشكلتي وفي اليوم الموالي توجهت إلى الديوان الملكي لإيداعها وتم الترحيب بملتمسي الذي وصل إلى جلالته، كما وجدت كل الترحيب من طرف جواد بلحاج الإنسان الرياضي وكل من ساعدني على إيجاد حل لقضيتي. - ماذا حصل بعد عرض القضية على الديوان الملكي؟ بعد ثلاثة أيام من زيارتي للقصر طرق بابي رجال أمن في زي مدني، كانت الساعة تشير إلى الحادي عشرة صباحا، لحسن الحظ كنت في بيتي، ساد نوع من الهلع في أوساط أسرتي الصغيرة التي كانت تنتظر بين الفينة والأخرى زيارة عون تنفيذ للقيام بإجراءات الإفراغ، بعد تبادل التحية جئنا أخبروني بأنهم جاؤوا إلى بيتي بتعليمات ملكية كي يتعرفوا على ظروف عيشي ويطلعوا على تفاصيل القضية موضوع الملتمس، فتحت لهم باب شقتي وأشعروني بأن الملف له صفة استعجالية وأن جلالة الملك تعاطف مع قضيتي كما طالبوني بمجموعة من الوثائق التي تؤكد مضامين رسالتي، ومكنتهم من مستندات تؤكد وضعية النزاع وأن الوداد هو من تعهد بتسديد الأقساط الشهرية، كما طالبوا من المرنيسي توقيف مسطرة الإفراغ التي بوشرت في المحكمة، وزودتهم أيضا بما يؤكد وجودي في حالة عطالة وأنني غير مرتبط بأي نادي وأدليت بوصولات مصاريف التمدرس في مدارس خصوصية، حينها تنفست الصعداء وشعرت وكأن حملا ثقيلا سقط من فوق ظهري. - هل اتصلت بك جهات قضائية لبحث المشكل؟ لا، كل ما في الأمر أن شخصا من الديوان الملكي اتصل بي وسألني عن وضعيتي الحالية، وسألني عن حاجتي إلى مورد رزق، فطلبت مهلة للتفكير قبل أن أعرض مشروعا يؤمن حياتي قدمت كل تفاصيله المالية، لم أطلب مأذونية على غرار كثير من اللاعبين الذين استفادوا من هذا الريع رغم أن كثيرا منهم ليس لهم تاريخ كروي ولم يمثلوا المغرب في تظاهرات كروية قارية. - ما هو موقف المنعش العقاري من هذا التحول الذي عرفته القضية؟ منذ الزيارة التي قام بها رجال الأمن لمقر سكني، لم يعد محامي الشركة المالكة للشقة يتصل بي، وتبين لي أن القضية في طريقها إلى الحل النهائي والحمد لله، حتى ابني وابنتي أصبحا يعيشان في ارتياح نفسي وزوجتي التي هي ربة بيت لا تخشى الآن طرقات الباب من طرف محامي أو عون قضائي، باختصار هناك انفراج في الأزمة والفضل كله بعد الله سبحانه وتعاى يرجع لملك الفقراء والأغنياء والأسوياء والمعاقين وكل الشرائح الاجتماعية. - لماذا لم تلجأ إلى مؤسسة محمد السادس للأبطال الرياضيين من أجل عرض قضيتك؟ فعلا لقد اتصل بي مصطفى الحداوي بصفته رئيسا لجمعية اللاعبين المحترفين والعضو في المؤسسة، التي يرأسها منصف بلخياط، وعرض علي الانخراط في هذا التنظيم الذي يضم الرياضيين القدامى، وأنا عازم على الاتصال بالمؤسسة نظرا لأن أهدافها اجتماعية صرفة. - أغلب قدماء الوداد يشغلون مهام تدريب في مختلف الفئات العمرية للوداد، لماذا لم تتقدم بطلب في هذا الاتجاه؟ للأسف فإن أغلب المؤطرين في الفئات الصغرى للوداد ليس لهم رصيد تاريخي مع النادي، هناك غرباء عن الفريق يمارسون التدريب وأساتذة للتربية البدنية لا علم لهم بتاريخ النادي، بينما يوجد كثير من أبناء النادي البررة على الهامش، لكن للأمانة فقد اتصل حسن بنعبيشة المدرب التقني للوداد وزميلي رشيد الداودي وعرضا علي الاشتغال في مجال التأطير داخل الوداد، بل واقترحا علي الإشراف التقني على مدرسة لكرة القدم بمركب مولاي رشيد بتراب عمالة سيدي عثمان مولاي رشيد، رحبت بالفكرة لإيماني بوجود مواهب كثيرة في هذه المنطقة قادرة على أن تكون مستقبلا بمثابة خزان للفريق الأول، ولوجود كل مؤشرات نجاح المشروع حتى لا يظل الملعب شبه معطل وأبناء المنطقة لا يملكون إمكانيات التنقل إلى الوازيس لإجراء تداريب مع الوداد، لكن لحد الساعة لم يجدد بنعبيشة اتصاله بي، علما أنني علمت بأن الرئيس عبد الإله أكرم رحب بالفكرة.