أحمد بوستة غالب وزير العدل مصطفى الرميد دموعه وهو يتحدث عن خصال وكذا المسار المهني لوزير العدل السابق محمد الطيب الناصري، الذي وافته المنية في ماي الماضي على إثر نوبة قلبية. وقال الرميد، الذي كان يتحدث في حفل تأبين زميله السابق محمد الناصري المنظم بالمحكمة التجارية في الدارالبيضاء يوم الجمعة الماضي، إن «الفقيد كان نموذجا للكرم والسخاء وكان زملاؤه يشهدون له بالتميز والاستقامة، مما جعلهم يبوئونه مسؤولية النقيب». وأضاف أنه «لم تكن تأخذه في الحق لومة لائم». وبعد أن تحدث الرميد بشكل كبير عن خصال الراحل الناصري أكد أنه كان الإنسان الذي اجتمع فيه ما تفرق في غيره. وشهد حفل تأبين محمد الناصري حضور مجموعة من الشخصيات السياسية كالوزير الأول الأسبق إدريس جطو، الذي يشغل حاليا مهمة رئيس المجلس الأعلى للحسابات، ووزير الاتصال السابق خالد الناصري، إضافة إلى العديد من النقباء السابقين. وخلال لحظات التأبين عاش الحضور مجموعة من الذكريات عبر لقطات من شريط فيديو لزواج الناصري، إضافة إلى مجموعة من الصور التي تخلد بعض مساره المهني. وتحولت القاعة التي احتضنت حفل التأبين إلى فضاء للحديث عن فضائل الفقيد، حيث أوضح نقيب المحامين بالدارالبيضاء عمر ويدرا أن المرحوم كان من أبرز أعضاء النقابة، وقال: «لقد كان معروفا بالمروءة والثقة في النفس والأمانة»، مبرزا أنه ساهم في تأسيس مجموعة من المنظمات الحقوقية. وذهبت جل تدخلات الحضور في الطريق نفسه، حيث اعتبروا أن الناصري خسارة كبيرة للمحاماة، لأنه كان يحب هذه المهنة ومنحها الكثير من عمره، ولم يجد العديد من أفراد عائلة الناصري سوى الدموع للتفريج عن حزنهم، وكانوا يتابعون صوره على الشاشات التي كانت توجد في القاعة وكلهم حسرة وأسف على فراقه، وهو الأمر الذي جعل مصطفى فارس، رئيس محكمة النقض، يقول: «إننا لفراقك يا محمد لحزنون». وخلال حفل التأبين تم إطلاق اسم الناصري على قاعة الاجتماعات بالمحكمة التجارية في الدارالبيضاء تخليدا لروحه واعترافا لمكانته ودوره في منظومة العدل على الصعيد الوطني. وقد أكدت فعاليات قانونية حضرت هذا الحفل أن ذلك أقل ما يقدم للناصري وهو في دار البقاء. وانتقل الناصري إلى رحمة الله في ماي الماضي على إثر إصابته بأزمة قلبية خلال اجتماع الهيئة العليا للحوار الوطني حول إصلاح منظومة العدالة، إذ أغمي عليه في مستهل الاجتماع، مما استدعى تدخل طبيبة في عيادة الوزارة قدمت إليه الإسعافات الأولية ليتم نقله إلى المستشفى حيث سيسلم الروح إلى باريها.