كشفت الوكالة الوطنية للتشغيل وإنعاش الكفاءات عن وضعية تقدم برامجها الخاصة بتشغيل حملة الشهادات إلى حدود الشهر الماضي، حيث بلغ عدد الملفات المقبولة في برنامج مقاولتي 10.985 ملفا وإطلاق 911 مقاولة جديدة توفر 3355 منصب شغل. ويتوفر 39 في المائة من المستفيدين من البرنامج على باكالوريا زائد أربع سنوات، و32 في المائة منهم حاصلون على شهادات في التكوين المهني. واستأثر قطاع الخدمات بنسبة 39 في المائة من نسبة الإقبال على مناصب الشغل، تليها الفلاحة والصناعة بنسبة 27 و21 في المائة على التوالي. واستفاد 2576 متخرج من برامج التكوين الخاصة ببرنامج تأهيل 35 في المائة منهم في السنة الجارية اندمجوا في قطاع الخدمات وأغلبيتهم حاصلة على شهادة الإجازة أو شهادة متخصصة في التكوين المهني. وأفادت الوكالة بأن الدولة قامت بتكوين 930 شابا في مجال مهن «الأوفشورينغ» وتم إدماجهم داخل مجموعة من المقاولات خلال سنة تخرجهم، فيما يبلغ عدد المستفيدين هذه السنة من نفس التكوين الذي أشرف عليه مكتب التكوين المهني ما يناهز 2000 متخرج. وأعد مكتب التكوين المهني برنامجا للتكوين في الأوفشورينغ سيستفيد منه 6900 متدرب إلى حدود 2009، وأفاد مصدر من المكتب أن المجالات التي أصبحت مطلوبة في سوق الشغل مرتبطة بقطاع الصناعة ومجال التدبير والتسييرواستقطاب الخدمات إلى جانب التكنولوجيات الحديثة في الاتصال. وأضاف نفس المصدر أن رهان المغرب هو تكوين كفاءات تقدر ب24 ألف إطار سنة 2010. وأفاد عبد الرحمان البدوي، أستاذ الاقتصاد بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، بأن الشواهد التي أصبحت سوق الشغل في المغرب بحاجة إليها ترتبط باقتصاد المقاولات والاقتصاد العمومي والتسويق والبورصة بعد أن أصبح ظهور مايسمى اقتصاد الأرقام، مما جعل فروع القانون والشريعة والآداب بعيدة عن احتياجات السوق نظرا لانخفاض مناصب الشغل. وبلغ عدد حملة الشهادات الذين تم إدماجهم داخل سوق الشغل هذه السنة 35.886 طالبا، 33 في المائة منهم خضع للتكوين المهني، و24 في المائة حاصل شهادة الباكالوريا، و24 في المائة على شهادة من التعليم العالي. ومن المنتظر أن يرتفع عدد المتخرجين في التعليم العالي خلال السنتين المقبلتين، ليصل إلى 2643 متخرجا بعد إطلاق 14 مادة دراسية جديدة. وقال رشيد الخضري، نائب عميد الشؤون الأكاديمية والبيداغوجية بكلية الآداب بنمسيك بالدار البيضاء إن الجامعات المغربية اضطرت إلى البحث عن تكوينات لها علاقة مباشرة بسوق الشغل و إعادة النظر في التكوينات الكلاسيكية. وأضاف أن كلية بنمسيك أدمجت تكوينات متعلقة بالسمعي البصري وتدبير الاتصال منذ ثلاث سنوات وتمكن 98 في المائة من الخريجين من ولوج سوق الشغل قبل الحصول على الشهادة. وتراهن الجامعات المغربية سنة 2009 على تكوين 822 مهندسا في مجال البرامج المعلوماتية، و806 مهندسين في مجال الشبكات والأنظمة, 10 مهندسين في أفق سنة 2010 وسيتخرج 4000 مهندس سنة 2010 من مدارس المهندسين العمومية، فيما رجحت إحصائيات عودة 50 في المائة من المهندسين المغاربة الذين تلقوا تكوينهم بالخارج. من جهة أخرى، كشفت الدراسة التي أعدها صندوق الحسن الثاني من أجل إعداد مخطط استعجالي في مجال التكوين المهني أن حاجيات الاقتصاد المغربي إلى حدود 2012 تناهز 7.250 خريجا حاصلين على 290 شهادة مهنية مختلفة. وأضافت الدراسة أن قطاع الفلاحة يضم عشرين مهنة واعدة تتيح 51.400 منصب شغل تم إحصاؤها وتحتاج إلى يد عاملة مكونة و76.240 فرصة تدريبية توفرها الاستغلاليات الفلاحية. وأفادت الدراسة التي أشرفت عليها وزارة التشغيل أن القطاع الصناعي سيخلق في أفق 2015 حوالي 200.000 منصب جديد، 91 ألفا منها في مجال الأوفشورينغ و43 ألفا في صناعة السيارات. وفي قطاع السياحة، تبلغ حاجيات المهن الفندقية في الفترة الممتدة بين 2008 و2012 حوالي 62.000 متخرج.