ما هي الرهانات المطروحة على المغرب وإسبانيا في الدورة العاشرة بين الحكومتين بالرباط؟ أعتقد أن المجال الاقتصادي هو الذي سيطغى على القمة المغربية الإسبانية لكون الاقتصاد الإسباني يعاني من ضائقة كبيرة، ولم يعد لحكومة راخوي سوى البحث عن جار يعتبر شريكا لإسبانيا، ولابد من الإشارة إلى أن الصادرات الإسبانية ارتفعت ب20 بالمائة مؤخرا نحو المغرب، وحفز الخطاب الملكي الأخير المقاولين الإسبان على الاستثمار في المغرب، وأعتبر أن راخوي لم يعد يمكنه في هذه الظرفية إثارة القضايا الشائكة بين البلدين كما كان في السنوات السابقة، بل تحريك عجلة اقتصاد بلاده التي تعاني من ارتفاع مهول في البطالة، فالحوافز التي قدمها المغرب للمستثمرين الإسبان ستكون حاضرة بقوة، حيث يعتبر تحدي المغرب أيضا في الوقت الراهن هو البحث عن جلب الاستثمارات، وأعتقد أن راخوي سيتفادى مناقشة ملف الصحراء في هذه الدورة. لماذا ستتفادى الحكومة الإسبانية، في نظرك، الحديث عن الصحراء باعتبارها ملفا جوهريا في العلاقات بين البلدين؟ بعد الأزمة الاقتصادية التي عصفت بإسبانيا،أصبح هاجس الحكومة الإسبانية هو البحث عن بدائل للخروج من الأزمة، والمغرب، كما هو معلوم، شريك لها، حيث لم يعبر راخوي منذ انتخابه على رأس الحكومة الإسبانية، صراحة، عن موقفه المضاد للحكم الذاتي، وأصبح هناك حياد من قبل حزب الشعب الإسباني تجاه الصحراء، ومنذ اختطاف عدد من الرهائن الإسبان من قبل محسوبين على جبهة البوليساريو، أصبحت إسبانيا تتهم الصحراويين بالاختطاف، مما دفع بها إلى تحذير رعاياها من السفر إلى تندوف، ولابد من التذكير بأن المغرب قام بحملة نشيطة مكنته من تفسير الأخطار التي أصبحت محدقة بالرعايا الأوروبين في دول الساحل والصحراء. في نظرك هل ستركز إسبانيا على محاربة الإرهاب والتطرف بالمنطقة؟ إسبانيا أصبحت على وعي كبير بالتعاون مع المغرب في محاربة الإرهاب، فمنذ تفجيرات مدريد والدارالبيضاء أصبح هناك تعاون مكثف ومستمر، وهذا التعاون أصبح مفروضا من قبل البلدين بعد تنامي الشبكات الإرهابية في دول الساحل والصحراء والحدود المغربية الجزائرية، فأضحت مجموعة من الدول الغربية، بما فيها إسبانيا، مهتمة بالمغرب لمحاربة الإرهاب. كما سيأخذ موضوع الهجرة في هذه القمة بعدا كبيرا، حيث أصبحت إسبانيا ترى في المغرب شريكا لمحاربة الهجرة إلى الضفة الشمالية. كما ستثار الإشكاليات التي أصبحت تطرحها هذه الظاهرة بالنسبة للمهاجرين الذين يعانون من البطالة في إسبانيا، وخصوصا الذين تم حرمانهم من التغطية الصحية بعد نهج سياسة التقشف من قبل حكومة ماريانو راخوي، كما ينتظر أن تناقش القمة موضوع فرض الرسومات الجامعية على الطلبة المغاربة بالجامعات الإسبانية. عبد الواحد أكمير خبير في العلاقات المغربية الإسبانية