عملية تبدو سهلة بالنسبة إلى ضباط المخابرات الإسرائيليين الذين ينشطون بشكل مكثف داخل مواقع الدردشة، خاصة في المناطق الأكثر حساسية في العالم. وربما يعتقد بعض مستخدمي الأنترنيت أن الكلام عن (الجنس)، مثلا، ضمان يبعد الشبهة السياسية عن المتكلم، بينما الحقيقة أن الحوار الجنسي هو وسيلة خطيرة لكشف الأغوار النفسية، وبالتالي لكشف نقاط ضعف من الصعب اكتشافها في الحوارات العادية الأخرى، لهذا يسهل (تجنيد) العملاء انطلاقا من تلك الحوارات الخاصة جدا، والتي تشمل في العادة غرف النوم والصور الإباحية وما إلى ذلك، بحيث إنها السبيل الأسهل للإيقاع بالشخص ودمجه في عالم يسعى رجل المخابرات إلى جعله عالم العميل، أي أفيونه الشخصي، وها ما سنتناوله اليوم لنكشف الستار عما تلجأ إليه أجهزة أمن إسرائيل للنيل من شبابنا خاصة، ومن جموع القراء والمتصفحين بطرق غير سليمة وغير صحيحة عبر شبكات الأنترنيت، حيث ذكرت تقارير صحفية عبرية أن الجيش الإسرائيلي قام بإنشاء وحدة خاصة من المجندات الإسرائيليات، بهدف مراقبة ما ينشر على الأنترنيت عن الثورات العربية وما يدور في أذهان الشباب العربي، باعتبارهما خطرا كبيرا على أمنها ومستقبلها في المنطقة. وتقوم المجندات بالتواصل مع الشباب العربي، عبر المواقع الاجتماعية الأكثر شهرة، « فيسبوك» و»تويتر»، بهدف إسقاطهم في فخ العمالة للكيان الإسرائيلي، وإن فشلت لا يضر استدراجهم بقليل من المعلومات التي يرى البعض من شبابنا أنها غير مهمة، ولكنها قد تكون في غاية الأهمية من الناحية الاستخباراتية الإسرائيلية. وكشفت صحيفة «هآرتس» العبرية النقاب عن كون «الجيش الإسرائيلي أنشأ، للمرة الأولى في تاريخه، وحدة خاصة لمراقبة الحواسيب، حيث تقوم الوحدة بتدريب المجندين على أحدث الوسائل التكنولوجية لرصد المعلومات عما يدور في العالم العربي». وأضافت الصحيفة أن الاستخبارات العسكرية تستخدم «الأنترنيت» و«فيسبوك» للتواصل مع الشباب العربي، ونسج علاقات بينهم ومجندات جيش الاحتلال، تمهيدا لمحاولة إسقاطهم في وحل العمالة والجاسوسية. وفي هذا السياق، أذاع التلفزيون الإسرائيلي تقريرا عن وحدة الرصد عبر الأنترنيت، التابعة لسلاح الاستخبارات، وهي الوحدة المكلفة برصد ومتابعة الثورات العربية السابقة وعن نتائجها الحالية على الشارع العربي، ولاسيما الدول التي شهدت تغييرا في سياستها الداخلية وانتقال السلطة إلى أقصى المعارضة، وخصوصا بعد اعتلاء الإخوان المسلمين سدة الحكم وجلوسهم على كرسي القرار في بعض الأرجاء العربية. وأشار التقرير إلى أن الجنود والمجندات الذين تعلموا اللغتين العربية والفارسية، يعملون على مدار الساعة على رصد التغيرات الحاصلة في الوطن العربي ومحيطة، إضافة إلى التخطيط لتجنيد عملاء جدد بعد الإخفاقات الكثيرة التي تكبدتها أجهزة استخبارات إسرائيل. وأظهر التقرير أن مجندة إسرائيلية تراسل أشخاصا في منتديات تنتمي إلى ما يطلق عليه مواقع الجهاد العالمي. وأكد التقرير أنه «عندما تتم معرفة حساب «توتير» أو حساب «فيسبوك» لأحد الأشخاص، يدرس أحد الضباط هذا الحساب وشخصية صاحبه، ليحدد من أين يمكن أن يتم إسقاطه، وما هو مستقبل ما يجري على الساحات العربية، بهدف إثارة البلبلة بين المتصفحين وإشعال نار الفتنة بينهم»؛ وهذا ما نشاهده جميعا على صفحات «فيسبوك» و«تويتر» من تناقضات وخروج صفحات بأسماء وهمية أو مصطنعة، بين الفنية والأخرى، مهمتُها خلق أجواء من التوتر أو التضارب بين جموع المتصفحين، ولاسيما فئة الشباب منهم، ناهيك عن زعزعة الثقة بين الشعوب وبث الكراهية والعداء بينهم. خبير إعلامي