انعقد في الأسبوع الماضي بالعاصمة الموريتانية نواكشوط وعلى مدى يومين اجتماع وزراء الشؤون الدينية في دول اتحاد المغرب العربي على مستوى الخبراء تحت شعار «الإسلام السني المعتدل ودوره في التحصين الفكري والثقافي للمجتمعات المغاربية». وتضمن جدول أعمال الاجتماع جملة من النقاط٬ من بينها استعراض الإشكالية الأمنية في منطقة المغرب العربي وجوارها الإقليمي من الناحية الدينية والعقائدية٬ في ضوء بيان وزراء خارجية دول الاتحاد الصادر في الجزائر يوم تاسع يوليوز الماضي٬ وإبراز صورة الإسلام الحقيقة وضرورة التحصين الفكري والثقافي للمجتمعات المغاربية، والتنسيق بين المؤسسات الحاضنة للإسلام والحملة المغرضة ضد الإسلام ورموزه، والبحث عن أنجع السبل للقيام بعمل مشترك على المستوى الدولي لرفع هذا التحدي. وأكدت مذكرة تقديمية للأمانة العامة لاتحاد المغرب العربي على ضرورة إبراز صورة الإسلام الحقيقية كدين ورسالة سماوية تحمل قيما إنسانية وحضارية للناس كافة٬ وما يميز المذهب المالكي والعقيدة الأشعرية من وسطية واعتدال ونبذ للتطرف والغلو والمنهج السني من سماحة٬ بالإضافة إلى حقوق الإنسان والمواطنة في الإسلام. وشددت الوثيقة على أهمية نشر الثقافة والوعي الديني الصحيحين انطلاقا من تاريخ المنطقة وتراثها المتأصلين في المذهب السني وتوضيح خطورة الغلو والتطرف على عقيدة الفرد وسلوكه ومن ثم على السلم الاجتماعي واستقرار المجتمعات. وقال وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، في اللقاء إن النموذج المغربي في ما يخص الشأن الديني مبني على الوسطية والاعتدال ومناهضة الغلو والتطرف ويستجيب لحاجيات الأمة الروحية، وقال إن النموذج المغربي قائم على ثوابت كرسها وعمقها الدستور الجديد للمملكة٬ ومن أبرزها إمارة المومنين التي تعد مرجعا شرعيا في كل ما يهم الأمة في حياتها الدينية٬ فضلا عن تكريس الرسالة التي يؤديها العلماء الذي تعززت تمثيليتهم في العديد من مؤسسات الدولة. وشدد التوفيق على الأهمية التي توليها الدولة للحقل الديني وجعل تأهيله من الأوراش الإصلاحية الكبرى بالمملكة في سبيل توفير الأمن الروحي للأمة وتحصينها وضمان مناعتها، وكذا مواكبة الحاضر الاجتماعي ومواجهة التحديات الآنية والمستقبلية. كما أكد أحمد التوفيق على أهمية دور العلماء في تنوير الرأي العام وقيامهم بإرشاد وتأطير وتأهيل أئمة المساجد، معتبرا إياهم «عدولا موكلا إليهم دفع الغلو والتطرف بكل أشكاله٬ ذلك أن الدواء الشافي هم العلماء». وتحدث أيضا عن أهمية نشر الوعي الديني والرقي بالخطاب الديني وتأهيل التعليم بالمدارس العتيقة٬ وإدماجه في المنظومة الوطنية للتربية والتكوين وآفاق خريجيها. وبخصوص مسألة الإفتاء أكد التوفيق أن هذا الأمر محسوم فيه مسبقا بحيث إن أي فتوى لا تصدر عن المجلس العلمي الأعلى «هي مجرد رأي»٬ مشيرا إلى أن المجلس أصدر دليلا للأئمة والخطباء في الثوابت وكل ما هو مطابق للسنة وشروط التبليغ.