حسناء زوان تتكون منطقة الحوض من مجموعة من العضلات، القادرة في الوضع الطبيعي على دعم ورفع المثانة والأمعاء والرحم والمهبل، وعندما تفقد هذه العضلات خاصية الدعم، تبدأ معاناة المرأة والذي غالبا ما تصفه بسقوط الرحم. وفي هذا اللقاء يقدم الدكتور عبد المنعم لطفي، أخصائي أمراض النساء والولادة المعلومات التالية عن طرق علاج وارتخاء عضلات الرحم. إن الرحم والمهبل عند المرأة، مثبتان داخل الحوض بواسطة مجموعة دقيقة ومحكمة من العضلات والأربطة، وعندما يحدث ارتخاء أوتار شد الرحم، بسبب ضعفها، يحدث سقوط للرحم أو المهبل، وهذا الضعف بالرغم من قلة نسبته بالنسبة للحالات المرضية الأخرى والمتعلقة بالنساء، فإنه ما يزال يشكل تأثيرا نفسيا عليها، لعدم تقبله لها وإخفائه عن الزوج، بالرغم من وجود طرق شتى وناجعة للاستشفاء منه، خاصة إذا صاحبه وجود فتق أو دوالي. والأسباب يحصرها الدكتور لطفي في كثرة الولادات، أو بعسر فيها، و أيضا هناك ما يرتبط بالإجهاد البدني المفرط و بالخصوص حمل المرأة للأثقال أو رفعها، خاصة بعد الولادة مباشرة، كما تفعل الكثير من ربات البيوت، بتعجيلهن القيام بأعمال المنزل، خلال الشهر الأول بعد الولادة، وعدم إعطاء الجسم الراحة اللازمة لعودة الرحم وأعضائه لحالتها الطبيعية. ويضيف موضحا كون إهمال المرأة بعدم تلقيها للعلاج المبكر. يتسبب في مشاكل صحية من قبيل التهابات متكررة بالمهبل، وفقدانه لبعض صفاته الحيوية، نتيجة لضعف جداره، مما يتسبب في مشاكل صحية ونفسية، الناتجة عن عدم التحكم في خروج البول، الذي يباغتها عند السعال أو الضحك، ويحدث هذا مع عدم إفراغ المثانة بشكل كامل مع وجود فرصة حدوث التهابات بالمثانة ومجرى البول وحتى الكلى إذا أهمل العلاج ، كما قد تحدث صعوبة فى التبرز لنفس السبب، بسبب ارتخاء جزء من جدار المستقيم، فلا تتم عملية الخروج بشكل سليم، وبالتالي الشعور بآلام في أسفل الظهر و أيضاء عند الجماع، بسبب توسع منطقة المهبل، وقد تصل الحالة فى مراحلها المتقدمة إلى وجود الرحم نفسه، بداخل تجويف المهبل أو ظهوره خارج الجسم، مما يتسبب في التهابات شديدة وتغير فى طبيعة نسيج الرحم وخلاياه. ويضيف الدكتور محذرا من خطورة المرض، بضرورة زيارة المرأة لطبيبها فور إحساسها بخروج انتفاخ من فرجها عند القيام بأي مجهود، لتلقي العلاج الذي يختلف تبعا للحالة، ما بين العلاج الموضعي باستعمال بعض الأدوات لمساعدة عضلات البطن والحوض شرط تجنبها للأثقال والوقوف لساعات طوال وخاصة بعد الولادة ، أو بشد الرحم إلى البنيات المجاورة له، بواسطة التنظير الداخلي مستعينين في ذلك بأنسجة صناعية، ويهم الأمر النساء اللواتي لم يسبق لهن الإنجاب. وفى الحالات المتقدمة التي لا يصلح معها العلاج الموضعي تكون الجراحة هى العلاج، وتتفاوت بين شد الأربطة الحاملة للرحم، لتقويته وإعادته لمكانه، ورفع جدار المستقيم، لعلاج المشاكل الصحية الناجمة عن الحالة أو استئصال الرحم في الحالات المتقدمة دون التأثير على الحياة الزوجية.. و يختم الدكتور عبد المنعم لطفي بأنه لكل حالة دواء، وكلما كان التشخيص مبكرا، كلما تيسر العلاج وبوسائل بسيطة و غير مكلفة، و على النساء اللاتي لهن شك في إصابتهن أو شعورهن بأحد الأعراض التي سبق ذكرها، المبادرة باستشارة طبيب نسائي مختص، تفاديا لعواقب العلاج في مراحله الأخيرة.
الدكتور عبد المنعم لطفي أخصائي أمراض النساء والتوليد