كشفت هيومن رايتس ووتش أن المغرب استقبل بطريقة سرية معتقلين ليبيين قبل تسليمهم من طرف المخابرات الأمريكية لنظام الرئيس الليبي السابق معمر القذافي، وأوضح تقرير نشرته المنظمة الحقوقية الأمريكية، أمس الخميس، تحت عنوان «التسليم للعدو: الانتهاكات وعمليات تسليم الخصوم قسرا إلى ليبيا في عهد القذافي بإشراف أمريكي» أن الولاياتالمتحدةالأمريكية لعبت أكبر دور في عمليات التسليم القسري لمعارضين إلى ليبيا إلى جانب دول أخرى بينها المغرب. ونقل التقرير شهادات لمعتقلين سابقين قالوا فيها إن أعوانا للسلطة في بعض الدول التي رحّلوا إليها قبل تسليمهم إلى نظام القذافي أساؤوا إليهم أيضا قبل نقلهم إلى ليبيا. ونقل التقرير شهادة المعتقل السابق خالد هدية، الملقب بأبي عبد الله الديكي، الذي كشف أنه غادر ليبيا في عام 1990، وقضى وقتا في التدريب والقتال بأفغانستان ضد الروس قبل أن يعود إلى موريتانيا عام 2003 حيث ألقي عليه القبض من طرف السلطات الموريتانية وتم نقله بعد ذلك إلى المغرب بسبب توفره على جواز سفر مغربي مزور، حيث تم استجوابه مرة أخرى من طرف من يعتقد أنهم محققون أمريكيون. مضيفا أنه نقل من المغرب إلى أفغانستان من طرف السلطات الأمريكية من أجل التحقيق معه قبل تسليمه لنظام القذافي الذي حكم عليه بالسجن المؤبد. وأكد التقرير نقلا عن هدية أن ظروف اعتقاله في المغرب كانت جيدة مقارنة بسجون أخرى مر بها سواء في أفغانستان أو موريتانيا. مضيفا أن محققة، يعتقد أنها أمريكية، استجوبته في السجن، واصفا إياها بأنها طويلة وشقراء بعيون خضراء ترتدي ملابس مدنية وحذاء شبيها بالحذاء العسكري الذي كان يرتديه المحقق الأمريكي الذي حقق معه في موريتانيا. وقدم التقرير معطيات دقيقة حول الرحلات التي كانت تقوم بها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية من العاصمة الأمريكيةواشنطن إلى عدة عواصم من بينها الرباط سنة 2004، مضيفا أن السجين السابق محمد أبو فرسان نقل من الصين إلى المغرب بسبب استعماله جواز سفر مغربي مزورا في تنقلاته. وفي السياق ذاته، قالت لاورا بيتر مستشارة مكافحة الإرهاب في هيومن رايتس ووتش «تورط العديد من الدول في الإساءة إلى خصوم القذافي يُظهر أن أذرع برنامج الاحتجاز والاستجواب الأمريكي طالت مساحات بعيدة وراء ما كان معروفاً». وأضافت: «لا بد أن تعلن الولاياتالمتحدة والحكومات الأخرى التي ساعدت في انتهاك حقوق المحتجزين حقيقة دورها في ذلك بالكامل». وأكدت بيتر «لم يقتصر الأمر على تسليم الولاياتالمتحدة خصوم القذافي إليه على طبق من فضة، بل يبدو أيضا أن وكالة الاستخبارات المركزية عذبت الكثيرين منهم أولا. يبدو أن نطاق تورط إدارة بوش في الانتهاكات أكبر بكثير مما أقرت الإدارة به الأمريكية، مما يعني أهمية فتح تحقيق شامل في حقيقة ما حدث».