كشفت إحدى منظمات حقوق الإنسان أنها حصلت على أدلة تثبت أن عملاء للولايات المتحدة استخدموا أساليب تعذيب وحشية مثل الغمر بالماء بحق معارضين ليبيين كانت القوات الأميركية تحتجزهم في أفغانستان. واتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير نشرته اليوم الخميس الولاياتالمتحدة بإخفاء معلومات عن حجم لجوء عملائها لاستخدام أسلوب الغمر في الماء في السجون السرية التي تديرها وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أي). وأكدت المنظمة أن مناوئين للزعيم الليبي الراحل معمر القذافي تعرضوا للتعذيب في تلك المعتقلات قبل تسليمهم لأمن النظام الذي أُطيح به في ثورة شعبية العام الماضي. ورأت صحيفة ذي غارديان البريطانية أن تقرير المنظمة الحقوقية -التي تتخذ من نيويورك مقرا- أثار شكوكا جدية حول ما ادعته واشنطن بأن ثلاثة أشخاص فقط، جميعهم عناصر في تنظيم القاعدة، هم الذين تعرضوا للغمر بالماء. وأشارت المنظمة إلى أن الأدلة الجديدة التي بحوزتها تثبت أن سي آي أي أخضعت معارضين ليبيين اعتقلتهم من بلدان في أفريقيا وآسيا للغمر في الماء، وهي طريقة توهم الخاضع لها بالغرق. وأنحى التقرير باللائمة على سي آي أي وأجهزة المخابرات البريطانية والغربية الأخرى لتسليمها القذافي "أعداءه على طبق من فضة" بإرسالها المعتقلين إلى طرابلس ليخضعوا لمزيد من التعذيب. واستندت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقريرها على مقابلات أجرتها مع 14 معتقلا سابقا ينتمي معظمهم إلى الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة، وشهود على دراية بأساليب التعذيب، وعلى وثائق تم العثور عليها في مقر المخابرات الليبية بعد سقوط نظام القذافي. وتكشف تلك الوثائق كيف أن مخابرات القذافي ونظيراتها الغربية تعاونت في سرية تامة على محاربة "المتشددين الإسلاميين" خلال الفترة ما بين أواخر 2003 عندما تخلى القذافي عن ترسانته من أسلحة الدمار الشامل، وحتى عام 2011 تاريخ اندلاع الثورة الشعبية الليبية. ونقلت وكالة رويترز عن لورا بيتر خبيرة مكافحة الإرهاب بمنظمة هيومن راتس ووتش أن الولاياتالمتحدة "لم تكتف بتسليم القذافي أعداءه على طبق من فضة، بل يبدو أن سي آي أي قامت بتعذيب الكثيرين منهم قبل ذلك".