انتقل الجدل الدائر في المغرب حول طقوس الولاء والبيعة إلى مجلس الأمن الدولي، إذ وجه بشار الجعفري، مندوب سورية الدائم لدى الأممالمتحدة في نيويورك، خلال كلمته أمام مجلس الأمن مساء أول أمس الخميس بحضور وزير الخارجية المغربي سعد الدين العثماني، انتقادات لاذعة إلى المسؤولين المغاربة بخصوص هذه القضية، ودعاهم إلى «تلبية مطالب الإصلاح لدى الشعب المغربي، وفي مقدمتها إلغاء الطقوس الملكية التي عفا عنها الزمان، والتي تقضي من كل مغربي بأن يركع أمام الملك وأن يقبل يديه». وحمل الجعفري المغرب توتر العلاقات بجيرانه، وقال بهذا الخصوص: «أدعو الوزير المغربي إلى تصحيح علاقات المغرب بالدول المجاورة»، قبل أن يتابع قائلا: «هل تريدون أن نفتح ملف الصحراء، هناك أيضا شعب في الصحراء يطالب بحقوقه». وتعليقا على ما صدر عن الجعفري، قال عمر بندورو، الأستاذ الجامعي، إن ما صدر عن مندوب سورية الدائم لدى الأممالمتحدة، سيكون مقبولا لو أنه صدر عن شخص يمثل دولة ديمقراطية، والحال أنه صادر عن ممثل لدولة ديكتاتورية تقتل شعبها يوميا وترتكب المجازر في حق الأبرياء، ولهذا سيكون من غير المقبول أن تملي دولة مثل سوريا دروسا في موضوع يهم المغاربة دون غيرهم، مضيفا أن «التعليق لو كان صادرا عن دولة من الدول الديمقراطية التي تحترم نفسها لكان للأمر صدى أكبر». وقال بندورو أيضا، في تصريح استقته «المساء»: «إن موقف المغرب من القضية السورية يظل موقفا معتدلا، مقارنة بعدد من الدول العربية التي يمون بعضها المقاتلين السوريين بالسلاح، والمغرب استفاد من تجربة ليبيا بشكل جيد، وفي جميع الأحوال فإن موقفه من سوريا، التي لم يعد أمام نظامها إلا أيام قليلة ليزول، يتوافق مع موقف الدول العظمى وموقف العديد من الدول داخل المنتظم الدولي».