مرة أخرى، يلجأ نظار بشار الأسد إلى لعبة الهروب من واقع الدم الذي تتخبط فيه سوريا، ومن ضلوعه حسب تقارير منظمات حقوق الانسان وتقارير المراقبين الدوليين في ارتكابه جرائم ضد الشعب السوري، ليبدأ في توزيع التهديدت هنا وهناك .. في محاولة لذر الرماد على الجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها وعلى تزايد الرفض الشعبي والأممي للاستمرار نظام الاسد في سوريا. وأول أمس، كان لبشار الجعفري ممثل نظام « بشارالأسد» بمجلس الأمن، موعدا جديدا مع عبارات التهديد التي تعتبر عادية ضمن القاموس الذي يستعمله نظام بشار مع شعبه حتى مع مطالبتهم بأبسط الحقوق! وكيف لا يستعمله اليوم مع المغرب أو مع كل الدول التي تدعم مطالب الشعب السوري في الحرية والكرامة. ممثل بشار الاسد، في مجلس الامن اختار الصمت على حاجة أطفال سوريا للحليب وعلى طوابير اللاجئين في الحدود التركية أو الأردنية أو اللبنانية والذين ارتفعت أعدادهم إلى حوالي مليوني لاجئ، وعلى الآلاف من القتلى التي تخلفها آلة السلاح في سوريا.. واجتهد في استحضار قاموس التهديد للمغرب..إذ تهجم جعفري مندوب سوريا في الاممالمتحدة في كلمة له، أثناء انعقاد مجلس الامن للبحث في الشأن السوري على طقوس البيعة في المغرب، وقال إنها ب«طقوس الملكية التي عفا عنها الزمن»، حسب تعبيره، مضيفا “ّ مفروض علي كل مغربي أن يقبل يدي الملك”. وفي إطار رده على الاتهامات الموجهة لبلاده بشأن المجازر المرتكبة في حق المدنيين، دافع الجعفري عن موقف سوريا بمحاولة تسليط الضوء على قضايا أخرى، وقال “من الأجدر بوزير الخارجية المغربي أن يعالج مشاكل بلاده مع جيرانه أولا…” قبل أن يضف “هل تريدون أن نفتح قضية الصحراء ” وتابع المندوب السوري “هل تريدون أن نفتحها للحديث حيث أن هناك شعبا في الصحراء يطالب بحقوقه ” . رد تعتبره مصادر من الحكومة المغربية، غير قادر على النيل من الموقف المغربي ولن يتني المغرب على قيام بواجبه في دعم حق الشعب السوري في المطالة بالحرية والكرامة والديمقراطية. فالنظام السوري يخوض آخر حروبه، بعدما وصف المغرب، بأنه دولة ناقصة سيادة في السابق واليوم يهدد بفتح ملف الصحراء. هجوم الجعفري على المغرب أمس لم يكن أولا، إذ تناقلت العديد من التقارير الدولية أخبار عن ضلوع النظام السوري في محاولات لقلب النظام في المغرب وحاولة « الإطاحة بالملك محمد السادس» بدعم من ايران وقرى من الجزائر، هذا إضافة إلى أن التلويح بملف الصحراء المغربية، تستعمله سوريا لثاني مرة على لسان ممثلها في الأممالمتحدة عندما قال « المغرب ناقص سيادة، ولا يملك الحق في تقديم مشروع قرار إلى مجلس الأمن حول الأزمة السورية» .. وتأتي تهديدات ” نظام الأسد “ في إطار المواقف التي يتباناها هذا النظام باستمرار اتجاه المغرب، خاصة أن تاريخه معروف في دعم انفصالي البوليزاريو والدفاع عن أطرحتهم. تهديدات بشار الجعفري «أبو شهرزاد» نسي معها .. أو تناسى .. أن الدم المغربي الذي سال عام 1973 مع الدم السوري لتحرير الجولان، لن يصبح في يوم من الأيام ماء، وأن المغاربة المناصرون لقيم الديمقراطية وانعتاق الشعوب لن ينفضوا أيديهم من الملف السوري، ومن القتل والدمار، الذي يتعرض له الأشقاء السوريون، في حلب وحمص واللاذقية وداريا وكوباني، تذمر، وريف دمشق، وكل تلك المناطق، التي يحتفظ المغربي تجاهها بكل الحب، ويشعر بالأسى، وهو يسمع ” عناصر نظام بشار يعيثون فيها دمارا وتقتيلا، ويرفضون سماع صوت السوريين الأحرار، فالدم السوري الغالي يستحق هذا التحرك المغربي، وهذه التعبئة من أجل وقف إراقة الدماء. تحرك مغربي لم يقف عند تقديمه لمقترحات بخصوص الملف السوري أمام أعضاء مجلس الأمن، بل تعاده إلى طرد السفير السوري من الرباط وإلى ارسال مساعدات للاجئين السوريين في تركيا والأردن واستقبال مئات السوريين الهاربين من آلة السلاح التي لجأ إليها نظام الأسد مع أولى المسيرات المطالبة بالتغيير.هذا وكان المغرب، قد قدم مشروع قرار بخصوص الأزمة السورية، وفقا لقرار مجلس جامعة الدول العربية الأخير، وهو المشروع الذي قال عنه الوزير المنتدب، لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون يوسف العمراني، خلال الاجتماع المفتوح للمجلس مؤخرا ، إنه حظي بمساندة من أعضاء مجلس الأمن (كولومبيا، فرنسا، ألمانيا، البرتغال، المملكة المتحدة، والولايات المتحدة) وبدعم من عدة دول عربية.ودعا المغرب لحل الأزمة في سورية من خلال تنفيذ مقاربة سياسية لإنهاء العنف، مبرزا أن هذه المقاربة مبنية على عدم استعمال القوة، وتشجيع الحوار بين مختلف التيارات السورية، من أجل بناء دولة ديمقراطية، على أساس المعايير الواضحة التي أقرتها الجامعة العربية، في اجتماعها الآخي رحاب حنان